سياحه داخليه .. بدون عُـزاب
سافرتُ ثالث أيام عيد الفطر المبارك , لهذا العام , وبصحبتي أربعة من الشباب من نخبة الشباب السعودي, لأجل سياحة داخلية في (ربوع بلادي) وتحديداً , للمنطقة الشرقية.
بدأت نقطة انطلاق رحلتنا من قلب عرعر (الغالية ), الساعة الواحدة فجراً وبعد ثلاث ساعات من المسير توقفنا بمحافظة رفحاء (الهادئة) لآداء صلاة الفجر وبعدها واصلنا السير حتى توقفنا للإفطار الساعة السادسة صباحاَ في الشعبة عند مُطيعم ( تركي ) يقع بالقرب من الطريق الدولي , حيث أصر علينا أحد الشباب الا أن ننتظره , حتى فتح الساعة السابعة والنصف, لنتذوق نكهة محموس الكبدة ومحموس اللحم مع خبزالصاج.. و.. يا .. لهُ .. من محموس شهي و لذيذ .
وبعد أن أفطرنا واصلنا سياحتنا ورحلتنا حتى توقفنا بحفر الباطن .. لنأخذ قسطاَ من الراحة في النوم , في أحد الأجنحه الفندقيه الراقيه وعالية الجوده من خلال الأثاث الفاخر والخدمة المميزة التي وجدناها , ولا أنسى البساطة في رخص الأسعار , للكماليات التي إشتريناها من بعض أسواقه ومجمعاته ومولاته التجاريه الجميله المنتشره في أكثر أحياءه وشوارعه .
وبعد أن ضربنا (غدوية) رائعه في أحد مطاعم المضغوط الشهيره في حفر الباطن واصلنا السير بالمسير حتى وصلنا بحفظ من الله ورعايته إلى محافظة الخُبر , الساعه الحادية عشرة والنصف مساء , منهكين ومتعبين من مشقة وعناء السفر , باحثين عن فندق , شقه ,غرفه , كوخ , لنرتاح فيه فإذا برجال الرسبشن (الإستقبال ) في تلك الفنادق والشقق , واقفين لنا بالمرصاد ويقولون (السكن , ممنوع على العزاب .. مسموح للعائله) حتى أن بعضهم قبل لاننزل من السياره وبمجرد أن يرانا يؤشر لنا بكلتا يديه أنه لايوجد عنده سكناَ للعزاب .
وإستمرينا بالبحث واللف بسيارتنا والدوران , في أحياء وشوارع الخُبر للبحث عن سكن أو ملجأ أو مأوى لنا .. وأصبح وأمسى الكل منا يشجع ويؤآزر بعضنا البعض للنزول لتسجيل هدف ذهبي بإيجاد سكن لنا وفي الساعة الثالثة فجراً ( ولله الحمد ) وجدنا ذلك السكن الذي نبحث عنه وبسعر 400 ريال لليوم الواحد ?! , وبعد كل هذا التعب والعناء إرتحنا و صلينا الفجر ونُمنا , وفي عصر ومساء ذلك اليوم, مررنا بكورنيش الدمام والخُبر , الرائعين والنظيفين والأنيقين وبعدها ذهبنا لمجمعين تجاريين شهيرين أحدهما بالخُبر والآخر في الظهران , وجلسنا في أحد المطاعم في المجمعين وتعشينا ومن ثم إنتقلنا بجلستنا إلى جلسة هادئه فيها كابتشينوا وشاي بالنعناع , بقيمة إحدى عشرة ريال لكوب الشاي الواحد ؟؟؟!! , وإذا بنا نرى مشاهدٌَ مروعة , مشاهدٌَ لاتمت للإسلام ولاتمت للأخلاق الحميده ولا للعادات السعودية ولا العربية ( الأصيلة ) , لاتمت لها بأي صلة رحم لامن قريب ولامن بعيد , مشاهد رأيتها وإشمأززت أنا وكل من كان معي من الشباب, هذه المشاهد تتمثل بل تحقق في صورَُ حقيقية ( رأيت , بكثره , المتشبهين من الرجال بالنساء ورأيت المتشبهات من النساء بالرجال , رأيت الكدش بأنواعه وأشكاله التي أجهلُها \" ولله الحمد\" ولا أعرف مسمياتها , منتشر بكثرة في هاذان المجمعين )
وتذكرت لحظتها, حلقة لمسلسل \" سكتم بكتم \" تطرقت لهؤلاء الفاسدين , تابعتها لدقيقة أو لدقيقتين وصددت عنها وعتبتُ فيها على فايز المالكي ورفاقه الممثلين اللذين كنت أتوقع أنهم مبالغين في تصوير هذه المشاهد عن بعض الشباب في بلادي حتى جاءتني الحقيقة لأُشاهدها شخصياً ( بأم وأب ولربما حتى بخال أبو جد عيني) وعندما هممنا بالخروج مُستاءين من هذه المناظر السيئة فإذا بي أرى أحد رجال الحُسبة من الهيئة (حفظهم الله)
يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر وسلمت عليه مصافحاً وعلى رجل الأمن الذي كان معه وقلت لهما : حفظكما الله لنا وكثر من أمثالكما, وحفظ الله لنا ولاة أمرنا , فإنني ياشيخي الفاضل رأيت مشاهد مروعة للشباب في هذا المجمع وفي مجمع آخر شبيهاَ له , نُشاهد منها في منطقتنا مالا يزيد عن واحد أو إثنين , مستغربين ومنكرين عليهم هذه الظاهره السيئه وناصحين لهم ,
فقال الشيخ : من أي منطقة أنت , فقلت له : من منطقة الشمال
فقال: أسعدكم الله يا أهل الشمال , فأنتم ياأهل الشمال من الغيورين على دينهم وأحد رموز المرجله
وودعته , وقال لي : أستودعتك الله الذي لاتضيع ودائعه
مع أنني رأيت ( القله .. القليله )في هذان المجمعين التجاريين , ممن هن يتميزن وممن هم يتميزون عن غيرهم باللباس السعودي الأصيل , الفاخر , الزاهي, الأنيق
ولكن بعد أن رأيت مشاهد الموقف الأول فأنني ... لاألوم رجال الرسبشن في الفنادق والشقق المفروشه هناك ,
الذين قالوا .. لنا : ( السكن , ممنوع على العزاب ...مسموح للعائله )
مع الأخذ بعين ورأس الإعتبار أن سياحتي القادمه (بمشيئة الله) في ربوع بلادي , حفظها الله بحفظه ورعاها
سوف يكون عنوانها :
(سياحه داخليه .. بدون .. عُزاب )
(سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك)
عـطيــه الحــازمي
Aty-63@hotmail.com
|