الوطن هو الرابح الأكبر
جرت العادة أن يكون هناك رابحون من أية قرارات سياسية وخاسرون، لكن قرارات خادم الحرمين الشريفين الأخيرة، والقاضية بتمكين المرأة من ممارسة حقها الطبيعي في المشاركة السياسية والاجتماعية في لفتة كريمة، تساير تطور المجتمع، حقها في وجودها في مجلس الشورى لتساهم في رسم سياسات الدولة وحقها في الترشح والانتخاب للمجالس البلدية التي تعنى بالنظم والخدمات المجتمعية، قرارات ربح منها الوطن كل الوطن، فليست المرأة وحدها من سيقطف ثمار هذه القرارات الاستراتيجية إنما الوطن بكل مكوناته وشرائحه، حقوق طبيعية حالت دون ممارستها عقود الجمود والتقوقع التي مر بها مجتمعنا وردة فعله الموغلة في التحفظ من هجمة المدنية في ثوبها الغربي في القرن الماضي وما قابلها من ردة فعل اختزلت حقوق المرأة التي كانت سائدة بشكل طبيعي وتلقائي حتى عهد قريب، حق البيع وحق الشراء وحق العمل وحق المشاركة في الحياة العامة ضمن أطر اجتماعية ودينية معتدلة تحفظ نواميس الفضيلة ولا تقيد الحركة، نعم سيستفيد الجميع من مشاركة المرأة فلها دائما نظرتها الخاصة والدقيقة للأمور ولها اهتماماتها بشأن الأسرة التي هي عماد المجتمع ولبنته الأولى والأهم ولها لمسة الرأفة التي تخفف من حدة بعض القرارات، مخطئ من يختزل المرأة في مجرد جسد جميل قابل للكسر أو في مشروع فضيحة يمشي على الأرض، المرأة هي الرحم الذي جاء بنا إلى هذه الحياة، هي أحضان طفولتنا ومرابع صبانا وفرحة شبابنا، نبتعد أحيانا لنعبث قليلا لكننا ما نلبث أن نعود مسرعين لنرتمي في أكناف أم حانية أو زوجة أو أخت أو ابنة مدللة، المرأة السعودية اليوم متعلمة، مثقفة وطبيبة ومعلمة وكاتبة وسيدة مجتمع فاضلة، وإذا كنا نستشيرها في كل تفاصيل الحياة الأسرية ونأخذ برأيها وما الأسرة سوى صورة مصغرة للمجتمع الأكبر فلماذا لا نأخذ برأيها في الأمور العامة، لا سيما بعد انتشار التعليم وتوفر الكوادر النسائية المؤهلة وبعدما صار لنا من الأخوات السعوديات من نفاخر بإنجازاتها العلمية والأكاديمية، نعم هي قرارت حكيمة جاءت في وقتها وسيلحقها من نفحات الخير ما تستكمل به فرحة نساء الوطن أما من أراد أن يعرف حجم مشاركة المرأة في المشورة وفي صياغة الرأي العام فليتمعن كتب السيرة وفقه السيرة وليقرأ تاريخ صدر الإسلام.
سعيد شهاب
Sds1331@hotmail.com
|