كلنا نعرف صراع الحضارات أو صدام الحضارات
أتحدث هنا عن صراع الإرادات
وهو صراع يدور بين فرد وفرد أو فرد ومجموعة أو مجموعة ومجموعة .
وهذا الصراع يدور حول ما أريده أنا وما تريده أنت.
ما أريده أنا يجب أن توافقني عليه وإلا أنت ضدي .
أو ما تريده أنت يجب أن أوافقك عليه وإلا أنا مع الضد
وهذا خطأ كبير في العلاقات العامة والعلاقات الإنسانية أيضا
نتائجه نراها فلقد أصبحت الدولة التي تأمل أن تكون محط أنظار العالم وقدوتها ؛مكروهة من شعوب العالم رغم أنها الأقوى
فسياسة بوش الابن التي انتهجها خلال سنوات ولايته الثمان خاصة بعد 11 سبتمبر
(إن لم تكن معي فأنت ضدي )
وكانت النتيجة هي إن الدولة التي تزهو بتحضرها و ديمقراطيتها أصبحت مكروهة من كل دول العالم وشعوبها رغم خضوع هذه الدول لسلطانها
قال بوش للملك عبدالله (أنني أتفهم كراهية الشعب السعودي لي ) قال له الملك بصراحته المعهودة
يا فخامة الرئيس ليس الشعب السعودي فقط
بل كل شعوب العالم أصبحت تكرهك
وبعد أسبوع زار بوش ألمانيا وهب الشعب الألماني بكامله منددا بالزيارة وغير مرحبٍ بالضيف
وتكرر المشهد نفسه في دول شرق أسيا
وهي نتيجة طبيعية لسياسة إن لم تكن معي فأنت ضدي
إن لم يحدث الاتفاق فالصراع هو البديل
بكل أسف هذا هو الذي يطفو على السطح حاليا
رغم إن ديننا الحنيف يحثنا على الجدال بالتي هي أحسن
قال تعالى (وجادلهم بالتي هي أحسن)
عندما لا نقبل لغة الحوار والجدال بالتي هي أحسن
فإن بديل الحوار هو إشعال النار
وبديل الجدال هو القتال
وهل نحن نريد إشعال النار والفتنة وتأجيج وشحن الأنفس حتى يكون القتال والعنف والخلاف هو سيد الموقف
أبدا .
ومع ذلك فبعضنا يسير بكل أسف في هذا الاتجاه دون أن يعلم ودون أن يدرك خطورة سيره بهذا الأسلوب
لماذا ؟
عندما تكون أقوى مني حجة ولا أستطيع مجاراتك ومقارعتك ألجأ الى اسلوب العنف والتجريح
هذي حجة الضعيف وليس القوي
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول
( ليس القوي بالصرعة؛ إنما القوي الذي يملك نفسه عند الغضب )
إذن الذي لا يستطيع أن يملك نفسه عند الغضب هو ضعيف وليس قويا
ليتنا نعود جميعا إلى تعاليم ديننا الحنيف والتوجيهات الربانية والنبوية
التي تحثنا على نبذ العنف واللجوء إلى الجدال بالتي هي أحسن والحوار الهاديء المقنع
والإقناع بالحجة والبرهان ؛ لا رمي التهم جزافا دون أدلة تساند تلك الاتهامات .
إن من آداب الاختلاف في الإسلام التسامح وقبول الآخر والحياء والإنصاف
فالتسامح بين المختلفين ينقلهم من التعصّب إلى التراضي ومن النزاع إلى الوفاق
وقبول الآخر هو اعتراف كل من المختلفين بالآخر دون إلغاء الذات والتخلي عن القناعات
والحياء يقي (بعد الله) من الغرور والتعالي والارتقاء عن الوقاحة
والإنصاف هو الاعتراف بالخطأ والشجاعة في الحكم حتى على النفس والجهر بالحق والرضا به حتى لو كان ضده أو ضد موقفه.
والاختلاف حتى يحقق أهدافه الايجابية يجب أن يدار بموضوعية بعيدا عن هوى النفس والميول .
وذلك بضبط النفس والعلم بموضوع الاختلاف والتفاوض لاكتشاف نقاط الالتقاء ومحاولة الوصول إلى حلول توفيقية وأخيرا اللجوء إلى محكمين عدول .
وأختم بحكمة ملكية من سيدي خادم الحرمين الشريفين
يقول يحفظه الله( الإختلاف يجب إلا ينتهي بالصراع )
ماجد المطلق
رئيس النادي الأدبي
بمنطقة الحدود الشمالية
رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم يقول
( ليس القوي بالصرعة؛ إنما القوي الذي يملك نفسه عند الغضب )
إذن الذي لا يستطيع أن يملك نفسه عند الغضب هو ضعيف وليس قويا
*****************************************
إلى أخي الغالي / ابى ناصر (سلمه الله)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مقال في الصميم ,
نعم , الذي لايملك نفسه عند الغضب هو ضعيف وليس قوياً
كما أخبرنا حبيبنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم
فمن أهم مقومات النجاح في العمل
الإتزان
النشاط مع الهدوء
وعدم التسرع في في إتخاذ القرار
لإن سرعة إتخاذ القرار
ربما
تأتي بعد غضب مسبق
حينهايندم هذا المتسرع على إستعجاله بإتخاذه هذا القرار الأرعن والأهوج
وفقك الله ياأبى ناصر
ودمت , كما اسمك
( للمجـد منطلقـاً )
أبو ناصر دائما مبدع كثيرا ماقرأت المقال وفي كل مرة أقول في نفسي صدقت والله كثيرون بهذه العقليات ولكن أعجب كثيرا لمن يحملون شهادات عليا وبلغوا من العمر عتيا وهذه أفكارهم
كثيرا ما اختلف معك ويشهد الله أني أتقبل ذلك ويعجبني جدا تقبلك له لأنك شخص قيادي ورائع جدا شكرا لك مرة أخرى ودمت بود