نداء لمدير الجامعة
لايخفى على الجميع عدم وجود أقسام للدراسات العليا بجامعة الحدود الشمالية حتى الآن مما يضطر العديد من طلاب العلم وراغبي استكمال دراساتهم العليا إلى محاولة التسجيل بجامعات أخرى في المملكة وعلى مسافات بعيدة من مقر إقامتهم ،وحتى هذه لاتكون في أحيان عديدة متاحة لمحدودية عدد المقاعد واعطاء الجامعات الأولوية في القبول لخريجيها مما يدفع الكثير من هؤلاء الطلاب إلى التماس القبول في جامعات الدول المجاورة مع ما يحمله ذلك من مصاعب و تكاليف باهضة ومخاطر على الدارس لاتخفى .
وقد قام مجموعة من الزملاء الراغبين مواصلة دراستهم بزيارة لمعالي مدير الجامعة أقصد جامعة الحدود الشمالية ليعرضوا عليه معاناة المئات بل والآلاف من أبناء المنطقة ممن لديهم طموح في إكمال دراستهم ، لكن تلك الطموحات تتلاشى غالبا عندما تكون أقرب جامعة يمكنك أن تدرس بها لاتقل عن ٨٠٠ كيلو ، مع التكاليف التي تصل لأكثر من أربعين ألف في العام لمرحلة الماجستير.
وقد وجدوا من معاليه ترحيبا وتكريما وكلاما حسنا ، بل واهتماما.
لكن ألا تعتقدون وتوافقونني أنه لو توالت الزيارات لمعالي المدير بهذا الخصوص وكثرت المطالبات أن ذلك سيكون له أبلغ الأثر في أن تتحول تلك الإهتمامات إلى واقع نلمسه بأيدينا.
كان مما اعتذر به معاليه: عدم وجود مكتبة للبحث العلمي ، لكن هي في طور الإنشاء والحمدلله ، والله أعلم متى ترى النور.
أقول المكتبات الرقمية في متناول الجميع وتتصفح الكتاب بالآيباد وكأنه بين يديك ، فلم يعد هناك حاجة للمكتبات الورقية كما في السابق.
أما بالنسبة للكادر المؤهل للتعليم العالي فما أظن جامعة ميزانيتها مفتوحة لتطوير التعليم بالمنطقة خصوصا وبالمملكة عموما يعوقها أن تستقدم من البلاد المجاورة الأساتذة المؤهلين للإشراف على رسائل البحث العلمي ذوي الخبرة والإختصاص.
فبدلا من أن تُسفّر أربعين دارسا من المنطقة للكرك والجامعة الأردنية وغيرها أسبوعيا ، استقدم اثنين من الأساتذة وفرج كربة الأربعين فرج الله عنك كرب الدنيا والآخرة.
ومما أبداه معاليه أن الجامعة مازالت ناشئة وفي طور النهوض و و .
نقول نحن لانريد دراسات عليا في الطب والهندسة والكليات الناشئة فهي لم تخرج البكالوريوس إلى الآن ، لكن الكليات العريقة التي لها أكثر من عشرين عاما تخرج الأجيال مثل كلية التربية. . .
بحسب ماأخبرني به أحد أعضاء هيئة التدريس في كلية التربية أنه يوجد اثنان من المدرسين في قسم الإسلاميات مؤهلين للإشراف على البحوث العلمية ولديهم الخبرة في ذلك ، وعناصر عملية البحث ثلاثة كما هو معلوم ، طالب ومادة ومشرف ، وجميع العناصر متوفرة بالنسبة لقسم الإسلاميات كما ذكرت لكم.
فيا إخواني لارقي للأمم إلا بالعلم ، ومملكتنا الغالية جعلت العلم ونشره في أعالي اهتماماتها وسخرت لذلك جل ميزانيتها ، فلماذا نعيش وكأننا في النيجر ومالي علميا.
وتعجب من تقدم الدول المجاورة علينا بهذا الأمر وهي لاتملك عشر معشار ميزانية جامعة الحدود الشمالية.
فاللهم سخر لنا من يوصل معاناتنا إلى من يسمعها ، ودمتم بخير
نواف معيوف الرويلي
|