بانتظار مآسٍ أخرى
تحل علينا المآسي واحدة تلو الأخرى، ويُشمّر الكُتّاب عن سواعدهم غضباً تارة وعرضاً كوميدياً ساخراً تارة أخرى، ومن سيكتب عنها ليس بالضرورة أن تكون قناعته صحيحة بالكلية، ولكن إن كان جزء مما سيكتبه صحيحا بالتأكيد سيكفي لتفادي مآسٍ أخرى بشرط «إن اقتنع صاحب المعالي» وعمل على تصحيح المسار، ولكن للأسف لا حياة لمن تنادي.
وفي الأسابيع الماضية، الجميع شاهد ما حدث لبراعم الوطن، وكيف تساقطن من الأدوار العليا للمدرسة بسبب السيد «فساد»، ولو حاولنا تدليله كما يدلل العرب أبناءهم سنسميه «إهمال» ولقد أبلى بلاء حسناً هذه المرة وراح ضحيته أطفال ومعلمات لا حول لهم ولا قوة.
هذا السيد وبقية أتباعه يجب أن يراقبوا من أعلى المستويات ولا ينبغي أن تقتصر مراقبته على «هيئة فساد» لم نَرَ منها شيئا حتى الآن.
مشكلتنا أن الجهات الحكومية تحاول تمييع أخطائها بسياسة الدفاع والتبرير وإن كان الخطأ مشتركاً مع جهات أخرى ستجد كلاً يقف في معسكره يبرر و»يبربر»!.
يا «أصحاب المعالي» عليكم أن تتداركوا أخطاءكم لا نقول بـ»الاستقالة» معاذ الله إنما بـ»الاعتراف» بالخطأ لأن الناس طبع في أذهانهم في أي اتجاه ستعبرون بنا ما دمتم على هذا المنوال.
في قضية «براعم الوطن» كنا ننتظر نتيجة تحقيق شفافة وحاسمة تردع الجهات المسؤولة وتكشف «المستور» بلا مجاملة لأحد ولكن بالنتيجة اتهمت الطالبات لأنهن «الحلقة الأضعف» ودرءاً لما تحمله النتائج «الحقيقية» من تبعات تقلق المحققين وبانتظار مأساة أخرى.
ناصر خليف
* نقلاً عن صحيفة الشرق
|