حدثـني أحد الأخوة وهو مدير لإحدى الثانويات أن أحـد المرشــدين في إحدى الثانويات في العام الماضي اســــتـلـم (40 ) ألف ريال صافية لجيبه في فصل دراسي واحد علما بأن نســبة المرشـــد في مادة التقوية الواحدة هو الأقــل فكيف لو تحدثنا عن نصيب مدير المدرســـة في هــذه الصفقة أو معلم المادة والذي هو صاحب الحظ الأوفــر والنصيب الأكبر والتي تصل نسـبته في المادة الواحدة إلى 80 % أو أكثر ،وذكر لي معلم آخر أنه في مدرسة ما ..اسـتـلـم مـدرس اللغـــة الانجليــزية 90 ألف ريال خلال فصل واحد .

لاشـك أنها مبالغ خيالية وأرقام فلكية وأمور لاتكاد أن تصدقها أحيانا لو أننا نحن أولياء الأمور عايشـناها وعانينا منها طويلا والســـؤال هل أصبحت قضية دروس التقوية من ضرورة ملحة وضعتها الوزارة لفئة محددة من الطلاب لمعالجة الفروق الفردية بينهم وداخل المدرسة وبتقنين مادي بسيط لايتجاوز 200 ريال في المادة الواحدة في الفصل الواحد وإذ بالأمر يتطور ويتوسع ويأخذ منحى الاستغلال المادي والكســب التجاري حتى وصل سعر المادة الواحدة يتراوح مابين800 إلى 1500 ريال في الفصل وكلما زاد سعـر المادة زادت نســبة مدير المدرســـة والمرشـــد ، مع عدم النظر لحال هؤلاء الطلاب والذين منهم اليتيم ومنهم الفقير ومنهم المسكين ، فبالله عليكم يا مدراء التعليم ويا مدراء الثانويات من أين يأتي لكم هؤلاء بتلك المبالغ الكبيرة والتي جعلتهم يعيشون بين ضغط نفسي ومادي كبير فهل تريدون منهم أن يسرقوا مثلا أو يتاجروا بمحرم ..؟؟ عندما رفعتم في وجوههم شعار ( أدفع تنجح ) . فارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

ويا ليت كل ما يجري هو لصالح هؤلاء الطلاب وفي سبيل رفعتهم وتحصيلهم العلمي فالمال ربما يعوض ولكن وللأسـف نعلم ويعلم كل عــاقل أن هــذا الأمر ليس لصالح أبنائنا وطلابنا المغرر بهم بل هو تدمير لهم وتحطيما لمستقبلهم وعلى حساب تحصيلهم ومستواهم العلمي إذ تحول المادة المكونة من 200 صفحة إلى ورقتين وإن شئت غير ذلك ، وجعل الطالب يتكل على أن يأتيه كل شيء جاهز وعلى طبق من ذهب ، وهذا هو الذي جعل مخرجات التعليم لدينا ســيئة وهزيلة وضعيفة مما ينعكس خطرها وضررها وسمعتها على هذه الأمة وعلى أبناء هذا الوطن.. ولن يكتـشف فضاعة وسلبية هذا الأمر إلا بعد أن يفاجأ الطالب بنتيجة قياس ليترنح حول نفســه طويلا ثم يـسقط في هــوة ســحيقة ليصحوا على حقيقة مؤلمة وهي حقيقة تلك الملخصات الوهمية وهزالة تلك الوريقات السرية و مدى غش العملية وليصاب بخيبة أمل أبدية على ضوئها يلعن مديره فلان ومدرسته الفلانية ( واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ماكسبت وهم لايظلمون )