مــاتـــت « جــــوزاء »
مسلسل « الأخطاء الطبية » في مستشفياتنا بات يشبه المسلسل التركي؛ له بداية ونهايته « مفتوحة »، يصاغ في قالب « تراجيدي » بلا نتيجة واضحة، وهنا يأتي ذكاء « المخرج »، فهو يتبع سياسة تعليق المشاهد « المضحوك على ذقنه »؛ حتى لا يصل إلى « قفلة » قد تنحر المسلسل فيخسر.
وزارة الصحة ضاقت ذرعاً بقضايا المواطنين « المكلومين »، وقد تحتاج إلى طريقة مبتكرة لحصر قضايا الأخطاء الطبية، وأقترح عليهم أن ينشئوا برنامجاً كبرنامج « حافز »! وقولوا معي « يا ليل مطولك ».
الطفلة « جوزاء » حلقة في المسلسل ما إن « أشرقت » شمسها حتى تلاقفتها أيدي الأطباء « المهملين » وتسببوا لها في إعاقة تطورت إلى شلل وعاهات أخرى، ومعاملتها مازالت في أروقة الوزارة منذ خمس سنوات « تتجول » دون « فصل »!
« جوزاء » يسكن والداها في محافظة رفحاء في منطقة الحدود الشمالية، وهي تعد « الأفقر » من حيث الخدمات الصحية، فلو أصيب أحد في هذه المنطقة بعارض صحي يتطلب نقله على وجه السرعة إلى المستشفيات المتطورة في الرياض أو الدمام، فهذا يعني أن المأساة بدأت، ونهايتها معروفة سلفاً (الموت أو الإعاقة).
« جوزاء » لم تحصل على العناية الطبية المطلوبة منذ ولادتها مع « الخطأ الطبي ». ويقول والدها « توسلتُ لأشخاص كثر ليتوسطوا لها بالعلاج في مستشفياتنا طوال السنوات الخمس الماضية، وعندما قبلت في مستشفى الملك فهد الطبي في الدمام نقلوها بسيارة إسعاف مسافة ثمانمائة كيلومتر » .. تخيلوا!
وعند وصولها، قال الطبيب المعالج لا تحتاج إلى تدخل طبي! وأعادوها في السيارة نفسها .. وبعد أيام ماتت « جوزاء » في مستشفى رفحاء .. انتهت « الحلقة »، وهل يعتقد المواطن أن للمسلسل « نهاية »؟!
ناصر خليف
* نقلاً عن صحيفة الشرق
http://www.alsharq.net.sa/2012/02/11/119756
|