يحاول هذا المقال بللورة مفهوم الاعتدال فى الاسلام على مستوى الفكر والسلوك والمعاملات. حاول وارث مزهرى Waris Mazhari فى مقالته الإسلام: الاعتدال مقابل التطرف، صياغة مفهوم الاعتدال من خلال قضيتين اساسيتين أولاهما توازن المجتمع حيث يجب ان يستند المجتمع الاسلامى وقوانينه على الوسطية والاعتدال لحماية نظام التوازن الطبيعي داخل المجتمع بما يكفل تطوره وضمان بقائه، فى حين تختص ثانيتهما بالحدود الثقافية والعرقية والجغرافية للمجتمع الاسلامى حيث ان امتداد هذه الحدود واتساعها ودمج الثقافات والمجتمعات غير المسلمة فيها سوف يظل مرهونا بقيم الاعتدال والوسطية بين افراد المجتمع.
وفى مقالته المعنونة بنقد التطرف الدينى يشير وحيدالدين خان Wahiduddin Khan الى دور الاعتدال فى حماية المجتمع المسلم وذلك من خلال بناء شخصية الفرد عبر كل من التوازن والانفتاحية على العالم وعدم الانغلاق، فالتوازن يضمن للفرد القدرة على تحقيق اهدافه والتعبير عن مطالبه بشكل متوازن وتدريجى يأخذ فى اعتباره وجود الفرد فى محيط من التفاعلات والاختيارات، والانفتاحية هى السبيل الوحيد لتقييم الذات من خلال مقارنتها بالاخرين حتى لو اختلفت العقائد، وبذلك ينتقل معنى الاعتدال من دائرة الفرد الى دائرة اوسع، حيث يؤكد على ان شمولية الاسلام وكونيته تتحقق فقط من خلال كل التوازن والانفتاحية.
ويبدأ احمد باقىAhmed Baki فى مقالته عن روح السنة من طبيعة النفس البشرية التى خلقت على الاعتدال وعدم التطرف، وينظر اليها من خلال منظورين، يهتم اولهما بالتعامل مع الاعتدال باعتباره احد السنن الكونية التى تحرك الحياة وباعتباره احد القوانين التى تحرك التفاعل بين افراد المجتمع اى انه شرط من شروط التنظيم الاجتماعى، اما ثانيهما فيؤكد على ان الاعتدال هو فى حقيقته قضية اخلاقية تتعلق بمدركات الانسان واختياراته ومواقفه التى تشكل علاقاته مع الله ومع نفسه ومع الاخرين والتى يفترض ان تتمحور حول فكرة الاعتدال والوسطية.
ويحدد محمد داجانى Mohammed S. Dajani فى مقالته الوسطية والاعتدال فى الاسلام ثمانية مظاهر للاعتدال تضمن استقرار كل من الفرد والمجتمع:
1. المظهر الاول هو حرية العقيدة والفكر (وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر: الكهف 29).
2. ويختص المظهر الثانى بضرورة الدعوة الى الله وإعلاء كلمته باعطاء النماذج الصالحة للاخرين وبنبذ العنف، (ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين: البقرة 190)
3. والمظهر الثالث هو ضمان حرية التفكير والنقاش والملاحظة.
4. أما المظهر الرابع فيشير الى قضية الاختلاف بين البشر والمجتمعات والثقافات والاديان وانه يجب على المسلم ادراك هذه الاختلافات والتعامل مع الآخر والتحاور معه.
5. في حين ان المظهر الخامس يتعلق بخصوصية العلاقة بين الفرد وربه، وان هذه العلاقة غير وسائطية وان الفرد هو وحده مسئولا عنها.
6. أما المظهر السادس فيؤكد على ان الاسلام يساوى بين كافة الافراد بغض النظر عن اللون والعرق والجنس.
7. وفى المظهر السابع تأكيد على الشورى بين المسلمين وعلى التعاون لتحقيق المصالح المشتركة.
8. وأخيرا يشدد المظهر الثامن على أهمية الامر بالمعروف والنهى المنكر، ذلك لان االعلاقة بين الاعتدال وبين اصلاح المجتمع تتمحور حول قضية مسئولية الفرد.
وبالعودة إلى احمد باقى، وإلى تأكيده على إن المنظورين الاساسيين للتعامل مع مفهوم الاعتدال، هما السنة الكونية والقضية الاخلاقية، سوف تتحدد أهمية زعم وحيد الدين خان بدور الاعتدال فى بناء شخصية الفرد المسلم عبر كل من التوازن والانفتاحية على العالم ، بما عكسه محمد داجانى من مظاهر لضمان استقرار كل من الفرد والمجتمع، الى جانب حماية نظام التوازن الطبيعي داخل المجتمع بما يكفل تطوره وامتداده وضمان بقائه كما اكد وارث مزهرى.
شكرا للوافي شكرا لقوقل شكرا لمكرو سفت
شكرا للنسخ شكرا للصق شكرا للورد
-----------------------------------------------------------------------------------------------------
شكرا لجميع الكتاب على عرعر اليوم
دائمايبحثون عن الجديد ويجد بكل ايحيه
ويئتون به طبعا
ياسلام فن البحث عن الجديد
*--------------------------------------------------------------------------------------------------
شكرا للكاتب بدر
مقال يهز انا خايف على الكاتب من العين
او من الحكومه
نقد المجتمع
ياسلام
------------------------------------------------------------------------