« فرضية » وباكستاني المنقذ !
ما هي إلا لحظات ودوريات الأمن تنتشر وتغلق الشارع الذي أمامي ويقفز رجل أمن من دوريته في حركة جادة ليصدني ويومئ بيده أن أتحول إلى شارع فرعي فاستجبت لإيماءته الصارمة.. يبدو أنه حادث.
ركنت سيارتي ليس من قبيل الفضول إنما لممارسة مهامي الصحفية فلدي بطاقة صحفية أستطيع من خلالها أن أرقب ما يحصل دون مضايقة، لم تمر ثلاث دقائق إلا وسيارة الإسعاف تولول بصوتها لتستقر في مكان الحادث فحمدت الله أنها وصلت في وقت قياسي غير مسبوق!.
تجمع رجال الدفاع المدني أمام فوهة لتصريف المياه، وما هي إلا دقيقة ويخرج المنقذون رجلا ملفوفا في سرير ويتم إسعافه خارج الحفرة ، سألت ضابطاً بجانبي هل الرجل سليم؟ فهمس بأذني لا تقلق ما رأيته كانت فرضية لحادث.
فتساءلت: ماذا لو كان حادثا حقيقيا هل سيتم مباشرته بمثل هذه النجاعة؟ ثم لدينا ذكريات مؤلمة تخالف تلك الفرضية جملة وتفصيلا، فإن كان حريقا فأهل “الفزعة” من يطفئها!
وإن كان غريقا يبرع في الإنقاذ باكستاني أو مواطن!.
وأتفق أن الفرضيات التي تقوم بها الجهات الحكومية ضرورية إن طبقت وفق آلية دقيقة من استقبال البلاغ إلى سرعة الوصول والإنقاذ، ثم تأتي دراسة الأخطاء وإيجاد الحلول.
ونما إلى علمي أن “للفرضيات” بروفات مسرحية بحضور لفيف من الضباط بينما في الحادث الحقيقي لا نكاد نراهم!
أما أهل الفضول فلدي حل بسيط ليس خارقا للعادة: لماذا لا يعمل سياج يحيط بالحادث؟
من يتخطاه يعتبر مخالفا للقانون وبالطبع هذا لم أشاهده في تلك الفرضية؟!
ناصر خليف
مدير مكتب صحيفة الشرق بالشمالية
http://www.alsharq.net.sa/2012/05/12/279701
|