لعل ماحصل للوالده (حفظها الله تعالى ) في بنك الراجحي وتحديدا في قسم النساء هو ربما يكون شيء مقدر ليضطرني للكتابة عن الوضع المأساوي والذي تعانيه كثير من أمهاتنا وأخواتنا من هذا القســــم .. وخاصة كبيرات السن منهن .. و الذي حدث معي أن الوالدة تريد أن تحصل على تجديد بطاقة الصرافة التي قد انتهت صلاحياتها ..وفي يوم الثلاثاء بدأنا رحلة استخراج الصرافة ..

وصلنا البنك الموقر .. و دخلت الوالدة على موظفات القســـم ..ومعها صورة السجل المدني الخاص بها.. والصرافة القديمة ..ورقم الحساب ..وبطاقتي الخاصة كوني المعرف لها ..هذا ما تبادر إلى علمنا أنه هو المطلوب ...وبعد انتظار دام حوالي نصف ساعة أو أكثر عادت الوالده لتخبرني بأن الموظفات يردن أصل السجل المدني.. ذهبنا للبيت.. ولضيق الوقت اتفـقـنا أن نعود غدا الأربعاء.. رجعنا الأربعاء ودخلت الوالدة إلى القــســم وبعد انتظار طويل خرجت إلي الوالدة لتخبرني أنهن يطلبــن معرف مع تصوير بطاقته الشخصية مع توقيعه عليها وأن يوقع عليها أيضا مدير البنك .. وفورا صورت بطاقتي ووقعت على الصورة ووقع عليها موظف البنك الذي وكله المدير على الختوم منذ سنوات لأنه المكرم في إجازة مفتوحة منذ ســـنوات والمكتب المغلق يشهد على ذلك .. وعملاء البنك يشهدون بذلك ..حتى أن بعضهم وضع جائزة للذي يعرف اســـم مـدير البنك الراجحي بعرعر ... والإجابة لازالت معلقة .. نعود للقصة البوليسية

رجعت الوالده إلى الموظفات مرة أخرى وبعد انتظار طويل عادت الوالده لتقول الموظفات يطلبن ختم خاص بصاحبة الحساب لأنها أمية
ذهبنا إلى المنزل للبحث عن الختم ..ولأنه كان الوقت ضيق أخرنا العودة ليوم السبت جئنا بالختم الموقر ..وبعد إنتظار مطول حوالي الساعة والنصف..عادت الوالدة وبيدها ورقة جديدة أخرى وهي ورقة تعهد تخص الأميين والمكفوفين ..ومطلوب فيها توقيع شاهدين مع أرقام السجل المدني لكل واحد منهما .. طبعا لم يتبقى على الدوام سوى ساعة والبحث عن شهود ربما يستغرق وقتا طويلا .. رجعنا إلى المنزل على أمل أن نجد شهودا ونعود يوم الأحد .. هذا إذا إنتهت طلبات (التفريد ... والجملة ) إلى هذا الحد .. فربما ندخل في طلبات أخرى .فأي تخلف هذا .؟؟ .وأي تســيب هذا ..؟ وأي روتين ممل و ممزوج بعدم انسانية وعدم الاحترام لبشرية مثل هذه العجوز التي بلغت من السن السبعين عاما ..أيعقل أيها البنك الموقر أن يسـتغرق أخراج بطاقة صرافة ثلاثة أيام .. وهل يعقل أن يقودنا الجهل والتخلف وقلة الاهتمام أن لايستطيع الموظف أو الموظفة أن تهتدي أو تعقل أن تجمع المطلوب في وريقة صغيرة مطبوعة جاهزة لاتكلف شيء يكتب فيها الطلبات ( واحد واثنين وثلاثة ) و( يدبس ) معها التعهدات وبهذا حلينا المشكلة ووفرنا على عميلنا كل هذه ( الدربكة ) الكبيرة.. واختصرنا عليه كثير من الوقت والجهد بدلا من ارهاقه بتلك الطلبات المجزأة والمتباعدة وعلى شكل دفعات .. فليس كل الناس يجد من وقته وظروفه ما يسمح له لتحقيق مثل هذا العبث الاستفزازي في طريقة الطلبات وخاصة عندما يكون مع مثل هذه العجوز الكبيرة ..فليست القضية أيها الراجحي اخراج جنسية .. إنها بطاقة صرافة .. عند البنوك الأخرى تستلمها بدقائق ...
وأخيرا .. نقول إن كانت القيادة العليا في بنك الراجحي في الرياض تعلم بهذا فتلك مصيبة ..وإن كانت لاتعلم فالمصيبة أعظم ...

ملاحظة / وحتى نكون عادلين بطاقة الصرافة عند فسم الرجال دقائق