قبل عدة أيام ناقش المتألق داوود الشريان قضية تعتبر من أهم القضايا في المجتمع السعودي في الوقت الراهن وهي قضية عاطلوا الدراسات العليا من حملة الماجستير والدكتوراه حيث كشفت لنا حلقة الشريان الفساد الموجود في الجامعات السعودية بشكل عام والجامعات الناشئة بشكل خاص لدرجة أن مدراء الجامعات تهربوا من الحلقة واقفلوا جوالاتهم أمثال مدير جامعة جازان ومدير جامعة المجمعة وذلك يثبت لنا ضعف حجتهم وحجم الفساد الموجود. مدير جامعة حايل الدكتور خليل إبراهيم كان الأشجع من بين مدراء الجامعات الناشئة حينما استجاب للبرنامج وتداخل وليته لم يفعل لأنه تبين أنه يجهل بنود النظام المعمول بها لدى الجامعات في قضية توظيف السعوديين فحاول الشريان وضيوفه إيضاح المغالطات التي كان يدلي بها الدكتور خليل ولكنه أصر على رأيه رغم أنه مخطأ.

انتهت حلقة الشريان واتضح للجميع أن عدد أعضاء هيئة التدريس الأجانب قد فاق 11 الف عضو بينما حاملي الشهادات العليا من السعوديين العاطلين هم 3 آلاف وان سبب عطالتهم ليست وزارة التعليم العالي وإنما الجامعات نفسها لأنهم استغلوا الثغرة الموجودة في النظام وهي بند حسب ما يراه مجلس الجامعة من شروط أخرى ليضعوا لأبناء البلد شروط تعجيزية تثبت للجميع أن السعودي غير مناسب والحل هو الأجنبي لأنه ببساطة يخدم مصالحهم الشخصية.

فبعد هذا كله فبدلا من أن يظهر الكتاب ليدافعوا ويطالبوا وينتصروا لأبناء بلدهم رأينا البعض يظهر ليطالب داوود الشريان بالاعتذار لمدير جامعة حايل لأنه يعتقد أن اسلوب الشريان كان سيئ!! أنا هنا لست بصدد أن أبين لكم من المخطأ ومن المصيب ولكن كان من الأولى على الكاتب أن يطلب من مدراء الجامعات الاعتذار لعاطلوا الشهادات العليا من أبناء بلده فإذا كان الشريان قد أخطأ فخطأ الشريان يعتبر خطأ إنسان على إنسان أما الدكتور وزملائه فخطأهم على شباب وطن بأكمله وإذا كان الشريان قد أخطأ فخطأ الدكتور وزملائه من مدراء الجامعات أكبر حينما ضيقوا على شباب الوطن وقضوا على طموحاتهم وأحلامهم فكم من حلم أفسده واقع, فواقع جامعاتنا وفساد مسئولينا أفسدوا أحلامنا وقتلوا طموحاتنا لذا ليس من الحكمة أن نتناسى جوهر الموضوع ونطبطب على المخطئ بحجة الأدب ونطالب بالاعتذار له فهذه الأمور هي من ستجعلنا في ذيل القائمة بين دول العالم لأننا جعلنا الفرد فوق مصلحة الوطن.