متى نشــاهد قنوات إخبارية ..دون مخالفات شرعية ؟
في زمن أدعــياء الحرية الحمراء ..وأرباب الفكر المنـفـتـح..ودعاة التسامح العقدي ..والفكري ..والتعايش السلمي .. ومبجلي الحياة المدنية الجديدة..قـــد لبس علينا أصحاب القنوات الإخبارية الربحية وبثــــــــــوا في فكرنا وعــقــولنا وأفها منا أنه لايـمكن لأي وســـيلة إعلامــــية إخبــــارية و غيرها أن تنـــجح أو تكـــون ذات مصداقية .. أو حضور جماهيري عريض أو منافــــــسة في الســـــوق ..دون الاستعانة بالعنصر النســـائي من مراســلات..ومقـدمات ..ومخرجات..ومعدات . من ذوات الشعور الشقراء ..والعيــون الزرقاء.. والصدور البيضاء . والســـيقان الجرداء.. واللاتي يتم اختيارهن بعناية فائقة ومقصودة لهذا الأمر .. حتى أصبح أكبر صنم يعبد من دون الله في هذا الفترة هو تعلق كثير من الناس بمشـــاهدة الأخبار بقالب نســائي فتان حتى تعلقت قلوب كثير منهم بتلك المذيعات المتبرجات أو تلك المراسلات المسترجلات .. وأصبحوا يتتبعوا وقت خروجهن على الشاشـــة بل يحفظوا أسـمائهن ويهتموا بسيرة حياتهن .. ومن هنا أخططفــت القلوب ..وافـتـتـنـت النفــوس ..وزاغت الأبصار.. و ماتت الغيرة ...ولعل من أكبر الجنايات والتي ربما لم يفطن لها أو يتصورها كثير من الناس هو أن الأمة تقع في ذنب واحد وفي لحظة واحدة وبأعـــداد مليونية ..بعلة ضرورة مشاهدة الأخبار والأحداث .وأصبحنا لاندري أنبكي على ما نشــاهده عبر تلك الشاشات من ضحيا و إجرام عظيم في حــق أهلـنا وإخواننا المسلمين في كل مكان..أم نبكي على حال إعلامنا الذي يحاد الله ورسوله وهو ســبب كثير من ذنوبنا ومعاصينا التي هي سبب مصائبنا وهزائمنا وعقاب الله الحال بنا لمخالفتنا أمره سبحانه بإقــرارنا وسكوتنا .واقر قول الله تعالى . ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه ) ...وقال عز وجل ( فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)... وقال سبحانه ( وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير ﴾ ولعل الذي هون هذه المصيبة وهذا الذنب و قلل من خطورته في قلوب عامة المشاهدين..هو خروج كثير من المشايخ في هذه الوسائل مما يراه البعض منهم وللأســـف ..أنه كسب كبير في زيادة شعبيته أوتوسع شهرته رغــم مخالـفت هذه الوسائل لأمر الله تعالى وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم .. والسكوت على ذلك وعدم التنبيه المتكرر إلى ذلك بكل جدية وبكل وضوح وبكل قوة.. مما أعـطى الكثير من عامة المشاهدين أن هذا الأمر ليس فيه مخالفة شرعية أو ذنب كبير.. فهل عجزت أمة المليار أن تلــد لنا أشخاص صالحين يخافون الله تعالى في أمة محمد (صلى الله عيه وسلم ) من أصحاب رؤوس الأموال ..ينتشلــون هذه الأمة من هذا الواقع الأليم وهذا العبث العريض ..ومن براثن العلمانية والليبرالية وينــشئوا قنوات إخبارية صادقة تعكس واقع الأمة وتـقرأ همومها وتحذر من عدوها .بعناصر رجالية مدربه وخالية من المحاذير الشرعية . وتعطى لها مساحة من الحرية مثلما أعطيت لها تلك القنوات المحسوبة على المسلمين .. وعدم محاصرتها حتى تـؤدي رسالتها كاملة وتثـبـت للأمة أن الأهم أن تكون حيـتـنا كلها وفــق ما أراد الله تعالى ووفــق ما أمر به رسوله صلى الله عليه وسلم ( قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين ) ..(قل إن السمع و البصر و الفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولا ) ولنثبت للعالم كله أن التمســك بشرع الله تعالى وتنفيذ أوامره سبحانه ليس عيبا أو منقصة ولم يكن شرعنا يوما عائقا لإيصال الحقيقة .. ونقل الحقيقة وصنع الخبر الصادق والمؤثر بوسائل وتقنية غير محذورة وبقالب رجالي محترم ..
.. اللهم لاتؤاخذنا بما جنت علينا به أبصارنا .. وأسماعنا وقلوبنا ...اللهم أبرم لهذه الأمة أمر يعز فيه أهل طاعتك ويذل أهـل معصيتك ويؤمر فيه بالمعروف وينهى عن المنكر.. ...
عقايل العنزي
|