هل نفرح بالعيد ؟
لا أدري لماذا لا أستطيع أن أحيّد ذاكرتي المملوءة بالحزن وأفرح بالعيد، فعيد هذه السنة عاد وبأي حال عدت يا عيد و المسلمون في عدد من البلدان تطحنهم قوى الظلام والاستبداد في مشرق الأرض ومغربها، في بورما آلاف المسلمين يحرقون ويبادون على يد البوذية المتطرفة أمام مرأى العالم ومسمعه ولا مغيث .
وفي سوريا حزب البعث وحزب الشيطان يحرقون الأخضر واليابس دون رادع ويزرعون الموت والدمار دفاعا عن طائفيتهم المقيتة .
ويا هل ترى هل تستطيع مسرحيات عادل إمام وحسين عبد الرضا أو أفلام اللمبي وأغاني أبو نورة أن تسلينا في العيد؟! ..لا أعتقد ذلك .
نُعيّد ونلبس الحرير الأبيض ذا الأكمام ونستأنس بالأصدقاء والأقرباء في مجالسنا، ويعيّدون ويلبسون قطعة قماش بيضاء بلا أكمام ولا جيوب ثم يوضعون في القبور الجماعية، في عيدنا نكبّر سبعاً، وفي عيدهم يكبّرون أربعاً لهيئة صلاة الجنازة.
وفي عيدنا يلهو أطفالنا بين المنازل وفي أيديهم الحلوى والعيدية وفي عيدهم يصحو أطفالهم على أصوات المجنزرات والمدفعية وصواريخ الطائرات تعزف لحن الموت والدمار على رؤوسهم .
وبرغم ذلك أدعوكم لنفرح ولنحاول أن ننسى ولو ليوم واحد ما حدث ويحدث فاليأس ليس من عاداتنا قال تعالى « يأيها الذين آمنوا لا تقنطوا من رحمة الله «، وكل عام وأنتم بألف خير وطمأنينة وادعوا الله معي بأن يزيل محنة المسلمين في سوريا وبورما وإخواننا في الأهواز في إيران وفلسطين وكل مسلم يعيش على وجه البسيطة .
ناصر خليف
مدير مكتب صحيفة الشرق بالشمالية
http://www.alsharq.net.sa/2012/08/18/446809
|