همسات إلى معلمي ومشرفي حلقات تحفيظ القرآن - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

09-03-2012 09:30 AM

عايد عبيد
عايد عبيد


همسات إلى معلمي ومشرفي حلقات تحفيظ القرآن


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد :
همسات إلى معلمي ومشرفي حلقات تحفيظ القرآن :
لأنَّهم أهلُ القرآن، الذينَ هم أهلُ اللهِ وخاصَّتُه، ((إنَّ لله - تعالى - أَهلِين من الناس))، قالوا: يا رسولَ الله، مَن هم؟ قال: ((هُم أهلُ القرآن، أهل الله وخاصَّته)).

لأنَّهم الموصوفون بالخيريَّة على لِسانِ أزْكى البشريَّة - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خَيرُكم مَن تعلَّم القرآنَ وعلَّمه)).
لأنَّهم أَوْلى من يُعظِّمُ القرآنَ تعظيمًا، ويُجلُّه، ويُمجِّده، ويُوقِّره قولاً وفِعْلاً، ويَسعى إلى غرْسِه في قلوب الناس غرسًا.
ولأنَّهم نَذَروا أنفسَهم، وجنَّدوا طاقاتِهم وأموالَهم، وبذلوا أرواحَهم وأوقاتَهم لتعليم كتابِ الله - تعالى - وتثبيته في قلوب الشَّباب وواقعهم.
ولأنَّني أُحبِّهم في الله - تعالى – جعلنا الله من المتحابين فيه .
لأجلِ هذا كلِّه وأكثرَ ممَّا يعجز القلمُ أن يكتُبَه؛ أبعثُ هذهِ الهمساتِ السريعةَ إلى أساتذتي وشيوخي، وإخوتي من أصحاب الفضل عليَّ، وعلى مُجتمعنا، القائمينَ على حَلْقات تحفيظ القرآن - المُباركة - إشرافًا وتدريسًا، ودعمًا وبذلاً.
يقولِ الله –جل وعلا -:

{إِنَّ هَذَا الْقُرْآَنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا}.
إنَّ العصرَ الحاضرَ عصرُ فِتن، ولا ملاذَ ولا مفرَّ منها إلاَّ بالاعتصام بكتاب الله، والالْتجاءِ إلى شرْعِه ومِنهاجه، واللَّوْذِ ببابه وجَنابه.
إنَّ تعليمَ الناسِ الخيرَ من أعظم القرُباتِ إلى اللهِ؛ فإنَّ معلِّم الناس الخيرَ يستغفرُ لهُ كلُّ شيءٍ، حتَّى النملة في جُحرِها، وحتَّى الحوتُ في البحر؛ كما ثبت بذلك الحديث الشريف عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنَّه قال: ((إنَّ الله وملائكتَه وأهل السَّموات والأَرَضين، حتى النَّملة في جُحرها، وحتَّى الحوت - لَيُصلُّون على مُعلِّم الناس الخيرَ)).

الهمسةُ الأولى:
أيُّها المُباركُ، يا مَن أعانه الله واختارَه لِينالَ شرفَ تعليم كِتابه، لن أسوقَ لكَ الفضائلَ والجوائزَ المترتِّبةِ على ما تقومُ به؛ فأنتَ - ربَّما - أعلمُ بها منِّي، وإن كانتِ الذِّكرى تنفعُ عبادَ الله المؤمنين، إلاَّ أنَّني أدعوكَ لمزيدٍ من الاستمرار، معَ تجديدِ النيَّة، واللجوءِ إلى الله، وسؤاله العونَ والتوفيقَ والدَّوام، واعلم أنَّ للإخلاص والتوفيق مراتبَ، فاحْرص على أعلاها وأسماها.

الهمسةُ الثانية:
أيُّها العزيز، إنَّ التربيةَ بالسُّلوكِ والحال أبلغُ من التربية بالوَعْظ والمقال، والمعلِّمُ قدوةٌ لطُلاَّبه، شاءَ ذلكَ أم أَبَى، فلا تغِب هذه المسألةُ عن بالِك، واحْرِص على أن تكونَ قُدوةً صالحةً طيِّبة، ومجالاتُ القدوةِ كثيرةٌ، وبابُها واسع؛ لكن باختصار: احرِص على ألاَّ يَرى منكَ طُلاَّبُك ما يَشينُ أو يَعيب، وفَّقكَ الله لكلِّ خير.

الهمسةُ الثالثة:
إنَّ إحساس القائم على حَلْقات التَّحفيظ بالمسؤوليَّة التربويَّة والشرعيَّة التي يقومُ بها - يجعلهُ ذلكَ يحرِصَ على بَذْل الكثير المُفيد في سبيلِ تربية طُلاَّبه وتوجيههم، وتحصينهم من مُضلاَّت فِتنِ العصر، ما ظَهَر منها وما بَطَن.

الهمسةُ الرابعة:
إنَّ تعليمَ القرآنِ ليسَ مقتصرًا على سَرْدِه وتلاوته فقط، دونَ السَّعي إلى تدبُّره وتأمُّل معانيه، والعمل بأحكامه، فقد امتلأتْ بلادُ المسلمينَ - بحمد الله - بكثيرٍ من حافظي القرآن وقارئيه، ولكن، أينَ العاملون بما فيه؟ المُمتثلون لأوامره ونواهيه؟
فَدَورُكَ - يا معلم القرآن - أن تُخرِجَ للأمَّة شبابًا جَمَعوا بينَ الحِفظ والتطبيق، والدِّراسةِ والامتثال، والعِلم والعمل.

الهمسةُ الخامسة:
أيها الفاضل ؛ إنَّ علاقةَ مدرِّس التحفيظ بوليِّ أمرِ الطالبِ أمرٌ مهمٌّ جدًّا؛ لأنَّ ذلكَ يُؤدِّي إلى جدِّية الطالب في الانتظام والاهتمام، وهذا من شأنه أيضًا أن يُشعِرَ وليَّ الأمر بحجم الجُهودِ المبذولة لتوجيه ابنِه وإصلاحِه، وكذا يُشعرهُ بأهميَّةِ ابنه، ويُعطي الطالبَ إحساسًا بأنَّه مُتابَعٌ من بيته وأُسرته.

الهمسةُ السادسة :
ينبغي ألاَّ يُغلَّبَ جانبُ الترفيهِ واللَّعِب على جانبِ التربيةِ الجادَّة الصحيحة، فمِنَ المعلمين مَن يقولُ: بأنَّني أكسبُ طلاَّبي وأحافظُ عليهم بإقامة برامجِ اللَّعب والترفيه، حتَّى تغلبَ هذه البرامج على الهَدف الأسمى الذي أُقيمت الحلْقةُ من أجله، وهو حِفظُ القرآن، فيَمضي العامُ والعامان، والتلاميذُ لم يحفظْ أحدٌ منهم سوى شيءٍ يسيرٍ من كتاب الله، وهذا واقعٌ مشاهَدٌ معَ الأسف .

الهمسةُ السابعة :
الاستمرارَ الاستمرار، وعدم اليأسِ أو الفتور؛ فإنَّ هذا الطَّريق ليسَ بالصَّعب العسير، ولا بالسَّهلِ اليسير، هوَ طرفٌ بينَ هذا وذاك، يحتاجُ إلى بَذْلٍ وتضحية، وصبرٍ ومُصابرة، معَ الاعتمادِ على الله، والالْتجاء إليه، وإيَّاكَ وفتورَ العزيمة .
أسألُ الله - عزَّ وجلَّ - أن يُوفِّقني وإيَّاكَم لِمَا يحبُّ ويرضى، وأن يُكلِّلَ جهودَكَم بالتوفيقِ والنَّجاح، وأن يكتبَ لكَم أجرَ كلِّ حرفٍ علَّمتَموه، وأن يجعلكَم مُباركًين أينما كنتم.
وبالله التوفيق، وصلَّى الله وسلَّم على نبيِّنا محمَّد، وعلى آله وصحبه، ومَن تَبعهم بإحسان.


أخوكم : عايد بن عبيد العنزي
جامعة الحدود الشمالية /كلية التربية والآداب قسم الإسلاميات


خدمات المحتوى


التعليقات
#34591 Saudi Arabia [العويصي]
09-03-2012 02:51 PM
شكرًا لفضيله الشيخ عايد العنزي كم انت فاضل يابو عبيد

[العويصي]

#34659 Saudi Arabia [ولد الفلنطي]
09-05-2012 02:48 AM
همسات رائعة استاذي عايد

جزاك الله خير

[ولد الفلنطي]

#34663 Saudi Arabia [مهاوش]
09-05-2012 03:11 AM
ابن عبيد بعض المعلمين والمشرفين بس تأدية واجب

عشان هالقريشات والبعض مجد ومجتهد بعمله

مقال رائع تسلم اناملك عليه

[مهاوش]

#34969 Saudi Arabia [العنزي]
09-09-2012 10:03 PM
جزاك الله كل خير

رائع ما كتب يمينك

[العنزي]

تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى