( أيام المراهقة كنت اشعر أنني محتاج حنان فتجدني أمتلك قدر كبير من شحنات الحب والرومانسية وتجد كلمة ]أحبك[ ودي أفرغها وأرسلها خلال أقرب احتكاك يقترب من قلبي وتجد هذه الكلمة يلهج بها لساني ليلاً ونهار، وتجد أجمل كلمات الحب تدور في عقلي وقلبي ولساني ولا أصبر إلا أن أطلق الكلمة مع أي تماس رومانسي حتى لو اتصلت علي فتاة بالخطأ ، تجدني اشعر بأن قلبي يميل لها !! ، حيث كان قلبي كما يقولون ] أخضر[ وبقوة !!
وعندما تزوجت أحببت أن اعمل فيها رومانسي العمر كله ، ما صدقت أن يطلع لروحي توأم ، وأرتبط مع أنثى بطريقة خاصة وأجتمع معها في منزل واحد ولا أخاف أحد ...
ومع مرور الوقت وزيادة المسئولية بدأ معدل الرومانسية يقل فيما بيننا وخاصة من قبلي و شعوري بأن الحياة بيننا أصبحت أشبه بالعلاقة الروتينية الجافة !! ، حتى أنني اشعر أحياناً أن زوجتي أصبحت مثلها مثل أي واحد من الزملاء !!!)
ما سبق كان نَقل بتصرف لحديث احد الزملاء عندما كنت وإياه نتحدث عن العلاقات الزوجية وبعض التصرفات السلبية ، كنا في حديثنا أو بالأحرى ( فضفضتنا ) نحاول أن ننظر للموضوع بشكل محايد بما انه لا يوجد طرف آخر (اعني طرف انثوي ) يؤثر على مصداقيتنا وشفافيتنا في النقد والبحث عن الحلول بمعنى اننا ننقد انفسنا احياناً دون الخوف من جرح الكبرياء الذكوري او التقليل من شخصية (سي السيد) التي تعيش في داخل اغلب الرجال كرهاً او طوعاً !
يقول نفس الزميل :
( وصلت احياناً لدرجة انني ارتجف وترتعد اطرافي واتصبب عرقاً قبل ان اقول ] احبك [ لزوجتي ، ولا اعلم ماذا جرى للساني تجاه هذه الكلمة التي كانت في يوم من الايام لاتختفي عن لساني بل انني اتفنن في اخرجها وبناء مابعدها بشكل مجنون ! ، بصدق .. لا اعلم ماذا جرى لي ؟!)
هذه المرحلة التي وصل لها زميلي اتوقع انها اصابت نسبة كبيرة منا وبشكل متفاوت ، والاسباب ليست متوقفة على الزوجين فقط ، بل يشترك فيها المجتمع ككل ! ، وذلك بسبب الفهم الخاطيء للحياة الزوجية جهلاً او بقصد ، وكأن الزوج اصبح ماكينة أموال والزوجة ماكينة توليد فقط ( وخلي الحياة تدووور !! ) ، روتين ممل ومستمر ، لا تجديد ولا تحفيز !
وتجد العديد من الرجال المتزوجين بعد سنوات قليلة من الزوج يعودون وكأنهم مراهقين ويعود مسلسل (العيون الزائغة) ، اما الزوجات فتجدهن يتأوهن لرومانسية المسلسلات والافلام الزائفة حتى تصل الحياة بين الزوجين الى شيء صعب وربما يحصل الطلاق !
في اعتقادي ان الموضوع يعتبر من الامور المعقدة لو تساهل فيه البعض لأن مثل هذه العلاقات التي يتصادم فيها عقل الرجل مع عاطفة المرأة دائماً تخلف آثار مؤلمة وقد تكون مدمرة فالمرأة تفتش عن العاطفة في ظل طبيعتها وتركيبها في حين أن الرجل يبحث عن عقل في وسط معترك الحياة وصعوبتها ، وهنا تكمن الفوارق بين الحياة والرومانسية قبل الزواج وبعده ، فعندما يبحث الرجل عن العاطفة والعلاقة مع المرأة قبل الزواج فإنه يبحث عن شيء مفقود ويشعر انه سيفقده مهما كانت علاقاته العاطفية بما انه لم يتملك المرأة بعقد شرعي ، فتجده دائماً يحقق لأي امرأة ترتبط معه بعلاقة عاطفية كل ما تبحث عنه المرأة من رومانسية واهتمام وكلام جذاب يشبع غرورها وانثويتها في حين انها تتبادل معه نفس المشاعر بدون أي تعقيد او طلبات وواجبات فتجدهم يغرقون في بحر من المشاعر والحب الزائف ولكن لو حصل أي توثيق رسمي وشرعي له سيكون هو بمثابة الكفن لهذه المشاعر في احيان كثيرة ولو استمر فلن يتجاوز الشهور الاولى من الزواج !
الزواج حقيقة هو مودة ورحمة كما ذكره المولى عز وجل ولكن لم يتم فهمه بالطريقة الصحيحة في كثير من الأماكن والعصور وكأنه علاقة مؤقتة يقتلها تملّك الآخر كما يحي الفقد العلاقات قبل الزواج ويقويها !
التغيير والتنوع والتجديد والتضحية من الطرفين هو ما يزيد قوة الحياة الزوجية ويطيل في استمرارها ولا يلغي ذلك استمرار بعض العلاقات الزوجية بدونها ولكن الأمر لا يتعدى كونه مجرد اقتناع بالقدر ومحاولة مسايرة الوقت فقط !
كما ان استقلالية الزوجين بحياتهما ومشاكلهما عن الآخرين من اهم اسباب الاستمرارية الفعالة لهذه الحياة .
بصراحة هي أمور قد يكون ظاهرها بسيط لدى البعض ولكن واقعها صعب ومعقد ويحتاج الكثير من البذل والعطاء والتضحية حتى لا تكون الحياة الزوجية مجرد رابط يحكمه التضحية لأجل الابناء فقط بدلاً ان يكون رابط ومشاعر حب بين الزوجين انفسهم ولا بأس ان يشاركهم الابناء في ذلك !
هي دعوة وحروف بسيطة لننطق الحب دون خوف ونعمل لأجله كي يبقى القلب الأخضر ويغطي مساحات الحياة الزوجية المقفرة فقط !
آخر سطر :
قال تعالىومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) (الروم/21)
كلام صحيح اخوي خالد بس انا عندي اقتراح ليش الرجل والمرأة مايجددون علاقة الحب بينهم بالذهاب لو كل فترة وأخرى بالسفر وتجديد شهر العسل بعيدا عن الاولاد وضغوط الحياة
ابدعت ياكاتبنا بس ليش وصلنا لها المرحلة من الجفاء العاطفي بين الزوجين أنا اعتبر المرأة دائماً متدفقة بالحب والحنان لكن الرجل هو الجاف الخشن باحساسه وشعوره وكبريائة على زوجته