( شيبة عرعر والحضارات )
جميل ماقرأته في الحوار الثاني مع شيبة عرعر وإحساسي بالجمال لايعني الإتفاق مع كل ماجاء في الحوار من جلد للذات وتملص من المسؤولية من قبل الشايب الذي لم يتبقى له إلا ان يتهم جيل النيدو (حسب مااسماهم ) بالمسؤولية عن الإحتباس الحراري وكارثة تشرنوبل وحتى احتلال فلسطين ليسمحلي شايبكم في ان اتناوله بسياط النقد معتمدا على مااستشفيته بعد قراءة كلامة بانه من الجيل الكامل المكمل الذي يتمتع بكل شيء حتى سعة الصدر في عصر ضاقت به الصدور لايخفى على العارفين بأبسط مبادئ التربية ان هناك مايسمى بصراح الاجيال (ليس له علاقة بصراع الحضارات وحوار الاديان ) وصراعنا هنا يتعلق بعدم تفهم جيل الاباء لأبنائهم بسبب تطور الزمان وتغير معطيات الحياة وضروفها وهذا ماسبب فجوة كبيرة جدا لم يستوعبها الا القليل والقليل جدا ومن يقرأ لشيبة عرعر الذي لااعلم هل هو شيبة حقيقية ام انه شباب و شيبته الليالي والحضوض الردية يلاحظ بجلاء تلك النقاط التي تبدو فيها الفجوة كبيرة بين الشيبة وجيل النيدو وأول تلك النقاط هي قضية العمل وسالفة القصيبي (من يقول الشغل العيب )لا احد حقيقة يقول بان الشغل عيب بالمعنى المطلق ولكن الجيل القديم جرب الجوع والعوز في وقت كانت الدولة فيه فقيرة والحالة الإجتماعية السائدة هي الفقر لذلك كان الشاب حينها على استعداد للقبول بأي خيار آخر غير الموت جوعا والعمل في أي مهنة شريفة من اجل لقمة العيش مثله مثل أقرانه اما الان فالضروف تغيرت وتأكد بأن من يمسه الجوع سيشتغل حمالا في سوق الأغنام ولن يبالي ولا تنسى ايها الشيبة انكم نشأتم في فقر وجيل النيدو نشأ في ضل اثني عشر مليون برميل معلنة يوميا فكيف لك ان تقنع هذا الشباب بان ينسى تلك الارقام وإن يذهب باحثا عن عمل متناسيا أنه مواطن اغنى دولة في العالم نفطيا ويفترض ان ينسحب هذا الغنى عليه فكيف تطلب ممن يعتقد انه غني بان يعمل عمل الجائعين الباحثين عن لقمة خبز في الوقت الذي يشاهد فيه اقرانه من ابناء اللصوص والمختلسين والمرتشين وأصحاب الواسطات يرفلون في النعمة دون ان يتيمزوا عنه بشاهدة دراسية او قدرات عقلية خارقة والمسألة هنا هي ابعد ماتكون عن الكسل وعدم الرغبة في العمل ولكنها رحمنا الله وأياك مسألة بحث عن العدالة الإجتماعية واستشراف للمستقبل من قبل من اسميتهم بجيل النيدو فمن يقبل بالعمل حمالا حاليا يكون قد قبل بان ينضم فعليا الى طبقة الفقراء وبعد جيل من الزمن ستجد بنت هذا الحمال تعمل خادمة منزلية في بيت صديقه الذي حصل على وضيفة بالواسطة بكل بساط .
عوده سالم العنزي
|