الكذبرالية
انطلقنا من جديد لنقول : من السهل أن تكون صاحب قضية تحملها على عاتقك تنتمي لها وتراها تنتمي إليك تحبها وتحميها من كل ما قد يعكر صفوها في عينيك , ولكن من الصعب ان تلتزم بها فالقضايا كالأبناء تحتاج إلتزاماً شخصياً بها قبل البحث عن تعميمها وطرحها وبحثها بين يدي مجتمع لا يرحم فأنت بكل الاحوال لن تكون فقط منظراً وناطقاً رسمياً باسم هذه القضية ولكنك ستكون مثالاً حياً وجزء منها فهي بنتك وأنت ابن لها .
إن إدعاء فكر معين والمناداة به وطرحه كحل لكل مشاكل المجتمع يدعوا إلى الإعجاب ولكن التقصير في تطبيقه على نفسك أولاً في جميع تفاصيل حياتك يفقد المتابعين الثقة في كون هذا الفكر جدير بالممارسة إذ لم يصل حتى لتعديل سلوك المنضوين تحت لوائه ومن هنا ينطلق مصطلح الكذبرالية .
فالكذبرالية مثلاً هي محاولة فرض فكر الحرية والمساواة من قبل افراد لا يمارسونه في حياتهم اليومية وإن حاولوا فلن يستطيعون بل ويصلون إلى حد سلب حرية الشخص المقابل في إبداء رأيه وانتقادهم ضناً منهم ان الحرية هي حق لك فقط بينما الحرية هي حق لك وعليك .
ولا يخرج من مصطلح الكذبرالية من يدعي التدين في حياته ولكنه يمارسه كطقوس يؤديها في اليوم والليلة ناسياً أو متناسياً أن الدين المعاملة وأن ما يقوم به من ممارسات تنعكس بشكل مباشر على النظرة العامة لهيئة المتدين وهيبته في اعين الناس .
ماذا بقي ؟؟ بقي أن نقول أن الإنسان العادي لا يبحث عن المصطلحات والتقسيمات والانتماءات وإنما يبحث عن سلوك سوي يتعامل معه وينادي بحاجاته مهما كان وأينما كان فكن كما أنت أو كما تحب ان تكون .
طارق الحمراني
|