عالم المصلحجية !
سيئ جداً أن تكتشف بعد فوات الأوان أن صديقاً لك استغلك استغلالا فجاً.. والأسوأ أن تتعامل مع البشر بنفس الطيبة والنية الصافية فتمسي تندب حظك العاثر بالتعرف على هذا الصديق المخادع فتستعيد ذاكرتك معه لعلك تجد أثراً لما كان يضمره لك فلا تجد شيئا فتذكر أن «للمصلحجية عالما» بل علم بحد ذاته فلا تجعل عاطفتك تتحكم بتعاملاتك فهؤلاء يتشكلون ويتلونون «كالحرباء».. يقترب منك ما دمت «صيدا» سهلا وبحوزتك ما يهدف له: مال – جاه – منصب – وما دمت تعطيه فهو صديقك وما أن تفقد مميزاتك حتى يغادرك إلى غير رجعة.
يقول: جاءني من يحذرني استفق فقربه منك ليس «لسواد عيونك» فلم ألتفت للنصائح ويا ليتني صحوت من «غيبوبتي».. هذا نموذج حصد ثمار صداقة «مصلحجي» أورده السجن بعد أن استغل طيبته.. وغيره نماذج كثيرة فمن الناس من تورط مع صديق فباعه عقارا أو سيارة أو من وقّع على شيكات دون رصيد بلا توثيق حكومي أو شهود.. وفي هذه الأيام بدأت مؤسسات أهلية باستغلال الشباب بدعوى التدريب المنتهي بالتوظيف وجباية أموالهم مستغلين حاجة الشباب للعمل والوظيفة وفي الحقيقة ما هو إلا احتيال بغطاء مؤسسي وهذا النوع وإن قتل الناس جميعا فالمهم.. «جيبه».
أساليب كثيرة تنتهجها فئة الدجالين ومن يتابع أخبار الصحف والمواقع الاجتماعية والقضايا الأخلاقية يجد قصصاً مؤلمة أبطالها غالبا ما يكونون من الأصدقاء الذين يستغلون طيبة أصدقائهم البسطاء فيتحايلون عليهم بمالهم وممتلكاتهم وربما تصل إلى الابتزاز وهتك الأعراض فلنترك الطيبة الزائدة ولنكن جديين لنبعد أنفسنا من شرور أصحاب المصالح وممتهني أساليب النصب والدجل.
ناصر خليف
مسؤول تحرير صحيفة الشرق بمنطقة الحدود الشمالية
http://www.alsharq.net.sa/2012/11/17/584378
|