«غلا».. الموت والمستحيل
الموت حق.. نحن نسلم بذلك، فالإنسان في حالة الحرب يموت، وفي حادثٍ ما يموت، وهو نائم يفاجئه عزرائيل فيموت، نحن ندرك ذلك لكن أن يموت «آدميك سيبه» أعني إهمالاً في عرف الشماليين فهذا ما «يغبن» بل قد يقتل أولياءه أسًى، طفلة رفحاء غلا الشمري (رحمها الله) تُركت بلا علاج في مستشفى رفحاء فماتت وذنبها الوحيد أنها تعيش في منطقة خدماتها الصحية هي ما يحتاج للعلاج، فقصة غلا هي قصة كل شمالي ذاق الأمرين بسبب نقص الخدمات الصحية فالإهمال طال الجميع وبلا مبالغة لا يخلو بيت من «غلا» والشكوى لله وحده.
يقولون لدينا مستشفيات مركزية ومستوصفات رعاية صحية حديثة بيد أن أقصى خدمة صحية تقدمها (شراب كحة) و(فيفادول) و(مضاد حيوي) برعاية (طبيب عام) قد يكون مشكوكا في صحة شهادته.. والويل لك عزيزي المواطن إذا تجاوز علاجك تلك المركبات.
والمخجل موقف صحة الشمالية التي ينتهي دورها عند فشل المضادات أمام هجمة الفيروسات المحترفة فيترك المريض يصارع الموت هكذا وبكل بساطة.
«غلا» ماتت بسبب حاجتها للعلاج من مرض أنفلونزا الخنازير خارج منطقة الحدود الشمالية وبرغم خطابات والدها وتوسله للمستشفيات المتقدمة في الرياض لعلاجها لم يلتفت له أحد والحجة معروفة سلفا: لايُوجد سرير! ذلك السرير الذي لو يُشترى لباع والد غلا عمره لكي يحصل عليه، ولكنه الموت والمستحيل أيها الشمالي.
ناصر خليف
مسؤول تحرير صحيفة الشرق بمنطقة الحدود الشمالية
http://www.alsharq.net.sa/2013/01/23/687067
|