دائما الطريق الأسهل ..والحــل الأقرب ..والجهد الأقـــل.. لأي فكرة ..أو مشروع.. أو طريقة هو التقـليد ..والذي هو حيلة العاجز .. وحجة المتواكل.. وتـكمن خطورة التقليد عندما يكون فيه بدعة في الدين ..أو فيه امتهان لذات الله تعالى ..أو لأمر من أموره و شرعه سبحانه..مما لا يمكن أن يقدم عليه أي مسلم صادق ..لأن أمر الله تعالى ودينه لا يمكن أن يخضع أو يعرض لتجربة النجاح..أو الفـشــل ..لاسيما أن يكون الإنسان غير مضطر لهذا ..مثال ذلك ما ابتـلـيت به مدارســنا من ظاهرة كتابة أســماء الله الحسنى على أغـلب أســوارها الخارجية .. بحجة أن هذا العمل . ســـوف يكـســـب تلك الأسوار جمــالا وزينة.. وأنه ســـوف يسـاهم فــي منـــع ظاهرة عــــبث أولـــئك الشباب المنحرفيـن..والمراهقين من الكتابة على تلك الجدر ..و تشــــويهها ..ويا ليـتـنا عنـدما استحســنا هـذه الفكرة..وبجلناها دون أدنى نظرة تفكير ..أو وقـفـــة تأمل في قــــول الله تعالى ( وَلله الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا ...) فلــم يقــل سبحانه نـزلــت لحماية الجدران أو تزيينها. أقول هــذا وأنا قد شــاهدت بأم عيني عــدة مدارس وقــد شــوهت فيها أســـماء الجبار (تقدست أسماؤه وجلت صفاته ..) وكتب عليها عبارات خطيرة ..وامتهنت بأبشع صورة ..ومن ضمن هذه المدارس إحدى الثانويات التي تقع أمام منزلنا وقد شـــوهـت فيها ثمانية من أسماء الله سبحانه..وفي بعض المدارس وضعت عليها عــدادات المياه ..وبعضها اخترقتها مواسير المياه...والأخرى التصقت بها حاويات الزبالة (أكرمكم الله) ورغم هــذا كله.. كأن الأمر لا يعني أحد منا ..أو يهمه ..ولم تحرك فينا ذلك المناظر المخيفة ساكنا ..ولم يتخــذ أي إجــراء أو ردة فــــعل ..أو غضب حتى ممن هو المتسبب المباشر لهذا الفعل ..وهذا الخطأ ..وهــــذه والله هي المصيبة الكبرى..والجريمة العظمى ..عندما لا يغضب لله تعالى ..ولا ينتصر له. ولا لأسمائه .. وهذا ربما يسبب لنا كارثة تعمنا جميعا ( لاسمح الله ) جزاء صمـتـنا وتجاهلنا .وعدم إنكارنا . ( والله المستعان )

ولسنا هنا أيها الأخوة ..في البحــــث عن حكم جــواز كتابة أســـماء الله على الجدران..أو منعها ..فهذا متروك لأهــل العــلم ..وقـد بـيـنوا ذلـك في مواضعه .. ولكن السؤال على فترض أن كتابة أســــماء الله تعالى بهــذه الطريقة مسموح بها وجائزة . ولكن .الســــؤال . عندما يقــع المحظور ويكـسر الحاجز ..و يقـــدم أحــــد أولئـك العابثين مــن الشــباب الصــغار والمـراهــقيـن.ويكتــب عـلى هــذه الأســماء المقـدســـة العظــــيمة..ويشــوهها..ويلطـخها ويمـتـهـنها...معنا وحــــسا

السـؤال العريض هنا
-: يا ترى من المتـسبب المباشر منا في هذه المصيبة في تعريض أسماء الجبار سبحانه للتشويه أو الامتهان.. وهو يتفرج ؟ باعتبار أن بعض الشباب الصغار ربما لا يدركون كثير من الأمور..؟

-: ثم إذا ما بـقي من يصر على هــذه الفـكرة و يجالد عندها ويعاند ويكابر هل يخبرنا هذا الدكتور..

ما الوقاية المانعة مستقبلا من وقوع مثل ذلك ؟ أو مالاحتياطات اللازمة ؟ أو الإجراءات الحاسمة التي يمكن أن تردع أولئك الشباب من تكرار ذلك ..كما نفعل مع من يكتبون العبارات السياسية والذين تتعامل معهم الجهات المختصة خــلال 24 ســــــاعة أو أقــل .ويبحــث عنهم ولو تحت الأرض .؟ طبعا لن نـجــد لهـذه الأسئلة المنطقية ..والعقلية .أي إجابة في الوقت الراهن وستظل معلقة الى حين ..وهنا استفهامات

- هــل بقي بعد هذا من يعــاند و يكابر ليعرض نفسه لسخط الجبار وعذابه..وغضبه وشديد عقابه .؟

- وهل بقي من يقدم حب الجدران على حب أسماء الواحد الديان ..؟

- وهل بقي من يقدم مصلحة نظافة الجدران ..على مفسدة امتهان أسماء الرحمن ؟

- وهل بقي من يجعل الغاية تبرر الوسيلة ..؟

- ونحن عندما نتحدث عن مثل هذه الظاهرة ..لانخص مدرسة دون مدرسة أو مدينة دون مدينة ..ولا منطقة دون منطقة...بل الأمر عام في جميع مدارس المملكة ..ولهـــذا نـأمـــل من وزارة التربية والتعليم وفيها من الرجال نحسبهم ..والله حسيبهم ممن يخافوا الله ويعظموه سبحانه .. وعلى رأســهم صحاب السمو .. وزيـرها حفظه الله وأيده ...بأن ينظروا بجدية لمثل هذا الموضوع الخطير طاعة لله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم . وإنكارا للمنكر.. الذي لايسع السكوت عليه ...وأن يجدوا الحلول العاجلة.. والمناسبة ..ومنها منع هذا الامر ..وإصدار التعامـيم الفورية.. لمعالجه مثل هذه الظاهرة بالطرق المشروعة.. والممكنة وتحــذير مــــدارء ومديرات المدارس من تكرار مثل هذا والمتابعة الجادة له .. هــذا تنبيه ..و تذكرة ..وموعظة للمتقين والله يتولنا برحمته أجمعين .(فاللهم لا تؤاخنا بما فعل السفهاء منا ) ونعوذ بك من غضبك و سخطك وشر عقابك