الطوفان الاسود
بينما يصرخ اهالي الجنوب بأعلى صوتهم وبأسلوب حضاري جدا للفت انضار الجهات الامنية صوب المجموعات الاثيوبية العابرة للقارات والتي اصبحت تهدد امن المواطن بطريقة لا يمكن السكوت عنها .
نجدا ان الاجهزة الامنية تأخرت كثيرا في احتواء الموقف مما يحملها المسئولية الكاملة حول تصرفات بعض المواطنين المتضررين
امام المواطن السعودي اولا وأمام العالم ثانيا .
ان ما نشاهده من مقاطع تناثرت عبر مواقع التواصل الاجتماعي لبعض تصرفات المواطنين وطرق قبضهم على بعض الاثيوبيين وهم يحملون الاسلحة لا يمكن تسميته بالعادي ولا يمكن ان تقنعني قناة سعودية عندما تتحدث عن الامر على انة امر بسيط لا يعدو كونه مشكلة عابرة .
حدسي دائما يحدثني ان تناول قضية اخفاق الاجهزة الامنية هذا سيكون على طاولة الاتجاه المعاكس فيتجه الاعلامي الكبير فيصل القاسم بالسؤال للضيف الاول قائلا .
يا سيدي يا سيدي بيقولك ان هؤلاء الاثيوبيين تدربوا على ايدي " البلاك ووتر" سيئة السمعة وهي من يقوم بتنظيمهم ودفعهم الى السعودية لتنفيذ مخططاتها هاهـ ماذا تقول ؟
ثم يتجه للضيف الاخر بقولة يقول اخر يا سيدي ان السعودية خائفة من ثورة فعجلت بالاستعانة بالمرتزقة على طريقة القذافي وان المواطن عم يحمي حالو شو ردك ؟
ربما يرد سؤال حول تصرف الحكومة مع مشكلة الجنوب هل السعوية تقتفي اثر السودان في مشكلة الجنوب قبل الانفصال عندما قامت بتجنيد المواطنين ودعمهم بما اصبحوا يسمون لاحقا ( الجنجويد ) للخروج من المسئولية الدولية ؟
اما الذي انا متأكد منة هو ان الداخلية استشعرت الخطر منذ زمن واتخذت اجراء صحيح عندما قامت بنقل عدد كبير من جنود حرس الحدود من المنطقة الشمالية والشمالية الغربية لجيزان تحديدا ونشرهم على النقاط الحدودية هناك ولاكن لم يكونوا فاعلين بسبب انهم يعملون تحت قيادات لها علاقات مع مهربين يمنيين اتمنى ان يكون الاهتمام بوضعهم على راس اولويات اللجنة المشكلة من قبل وزارة الداخلية وتغيير تلك القيادات بات امر ضروري جدا .
اتصلت شخصيا ببعض الجنود اللذين تم نقلهم واعرفهم جيدا واخبروني انهم في قمة الاحباط من تصرفات قادتهم وتصرفات جهات امنية اخرى اذا انهم يقبضون على مجموعة ويجدونها بعد يوم تعود لهم ويقبضون عليها مرة اخرى كما انهم يشعرون بالخوف من فقدانهم وظائفهم لانهم منذ وصولهم تصلهم رسالة مبطنة مفادها انة ليس بإمكانكم التعرض لكل مجموعة متسللين وان بعض المجموعات محمية من بعض الشخصيات القيادية هناك ومن الطبيعي ان الجندي لن يتجاوز الاوامر خصوصا وهو يعلم مدى العار الذي سيلحق بة وبأسرته اذا مواضعنا العادات والتقاليد الشمالية بالحسبان
حسن كردي العنزي
|