أهل العلم ! - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

03-10-2013 06:34 AM

بندر المجلاد
بندر المجلاد


أهل العلم !

إن من البشر من يدور في معاناة مزمنة، ولا يستطيع أن يتخلص منها، فليس له قدرة على تقبل الرأي الآخر، وأن ذلك يعد عنده ضربا من ضروب المستحيل، ويعتقد بأن كثير من الأمور غير قابلة إلا لوجهة نظر واحدة -غالبا ما تكون معه- وهي صحيحة مليحة، وكل وجهة نظر أخرى غيرها هي خاطئة قبيحة، وكأنه وكيل حصري للحق والحكمة والصواب، فتجده يفر من كل معارض لما يراه، كما تفر الشياطين من حِلَق الذاكرين!

إن هذا قصر في الفهم والإدراك، لأن كثير من المسائل لا تتوقف على نتيجة قطعية
أو نهائية، وليست خيارا بين أمرين إما صائبة أو خاطئة، بل أنها مسائل قد تكون نسبية، يُقدر فيها الخطأ والصواب نسبياً، أو ربما تتأرجح مرة هنا ومرة هناك حسب ظرف أو مكان أو زمان معين، وقد يكون الرأي والرأي الآخر كلاهما صحيح فعجبا كيف لا يدور في الأذهان بأن هناك الجميل وهناك الأجمل، والصواب والأصوب والصحيح والأصح.

إن من علامة الجهل والغباء أن يرتسم على محيانا الدهشة والاعتراض أو الرفض والإنكار لكل أمر فيه جدّة أو تجديد، ولم يكن مطروح من قبل، أو لم نحط به علما رغم وجوده واللوم في هذا يقع على عاتقنا، ويرجع ذلك إلى قلة الإطلاع والقراءة، أو إلى قلة الخبرة وعدم الاستفادة من خبرات الآخرين.

كما أن هناك أمر آخر مهم وهو عدم الحرص والتدقيق في المراجع، والاعتقاد الجازم بأنها موثوقة ولديها وحدها المصداقية الكاملة، وكذلك لا ننسى تأثير الحب والكراهية لناقلها!

قد يتشدق البعض بأن مصدره القرآن، كتاب الله، وهو جاهل، قصير الفهم، متحجر العقل والقلب، فلا يدرك بعض المعاني في القرآن وإن حفظه، فيكون ممن يقرأون القرآن ويحفظون سورة، ولكنه لا يتجاوز حلاقيمهم.

قال تعالى في سورة الزمر : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ( 23 )) وصف الله تعالى كتابه أنه (مثاني) تثنى فيه الأخبار والأحكام والقصص وأنه نافع لكل من تدبره، وقد روي عن سفيان بن عيينة في معنى قوله (مثاني) أي: في معنيين اثنين. انتهى

وقوله تعالى (هدى يهدي به من يشاء) أي من أراد من خلقه، فهل تعلمون مشيئة الله وإرادته في الهداية حتى تحتكرون الحكمة والصواب في أحدا من البشر دون الآخرين ؟!

تعالى الله عن ذلك، فالغيب عنده لا يعلمه إلا هو، فمهما بلغت المسميات والمقدمات وغلا البعض في التعظيم والتفخيم كالدكتور والوزير والمستشار، أو مفتي الديار، أو هيئة كبار العلماء والخبراء؛ فلن يعلموا الغيب، ولن يحصروا العلم وفهم القرآن وتدبر الآيات عندهم دون غيرهم.

إن العلم والحكمة والتدبر والفهم ليس مقصور على أحد دون الآخرين، ولكن لكل مجتهدا نصيب، قد يخطأ وقد يصيب، وإلا فأين دور العقل المكرم إذا في كل هذا ؟!

بندر المجلاد


خدمات المحتوى


التعليقات
#41564 Saudi Arabia [خاطر]
03-11-2013 07:53 PM
كل الشكر والتقدير اخوي أبو نواف على المقال الوائع بمقدار روعه كاتبه

[خاطر]

تقييم
9.75/10 (3 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى