رحم الله حامل القران ...( فايز الديدب )
(. إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك أيها الراحل لمحزونون ..وما نقول الا ما يرضي ربنا .. انا لله وإنا إليه راجعون ) لم أرد في كلماتي هذه العابرة في حق أخي فايز جمال رحمه رحمة الله تعالى رحمة واسعة أن أعيد مواجعكم .ولا لأبكي مدامعكم .. ولا لأحزن قلوبكم ..ولا لأثير مشاعركم من جديد.. ولكن هو حق وجب التنبيه له..تسلية للمصابين وموعظة للمتقين ..وتحفيزا لنا نحن المقصرون ..فمن المآسي محنة ونقمة ..ومن المآسي نعمة ومنة ..نعم ربما يتيه الإنسان في جو المأساة وحمأةالمحنة..وشــــدة الألم وهول الصدمة .. وربما يخيم عليه شيء من الحزن. ولوعة الأسى .وحرقة الفراق الشيء العظيم وهو.بالتأكيد أنه لا يلام في ذلك ولا يثرب عليه ..ولكن لعل مما يخفف ذلك كله ويعزي الإنسان ويسليه في مصابه ويفرح قلبه أن مثل أخي فايز رحمه الله قد كانت له خصال في حياته وبعد مماته جاءت مجتمعه لتكون سلــوة وتسلية لوالديه وأخوته ومحبيه عظم الله أجرهم..وهذا ممايخفف الأمر ويجعلنا نفرح له ونغبطه عليه ونهنئ محبيه ووالديه فقد اجتمعت لهذا الرجل حوالي ستة خصال عظيمه ..
_ رحل أبو جمال..وما أكثر الراحلين والكن الحافظين لكتاب الله العظيم وأن يتوج والديه تاج الوقار إن شاء الله هـــــــم قلة .
_نعم رحل فايز وما أكثرالأحباب الراحلين والكن المستنيرين بنورالإيمان وطاعة الرحمن هـــــــم قــــلة..
_ نعم رحل أبو جمال..وما أكثر الراحلين والكن من وفق ليموت يوم الجمعة ويوقى عذاب القبر هــــــــم قــــلة .
_نعم رحل فايز وما أكثر الراحلين ولكن من غسلت جنازته وهو مبتسما هــــــــم قـــــلة
_نعم غادر أبو جمال وما أكثر المغادرين لهذه الحياة الفانية ولكن الطائعون لوالديهم من بينهم هـــــــم قلة
_نعم رحل حامل القران وما أكثر الراحلين والكن من عد موته بعض العلماء شهادة هـــــــم قلة ..
- _ نعم رحل أبو جمال وما أكثر الراحلين ولكن من صلى عليه الآف الملسمين يوم الجمعة قلة .... االله أكبر و الله لو جمعتهم بالعصي ما اجتمعوا .. ولو ناديتهم كلهم ماسمعوا ووالله لو دفعت لهم الملايين ما حضروا ..و لكن الله جمعهم ..على غير موعد..وصفهم من غير عسكر .. فسبحان من يصطفى من يشاء من عباده ويخذل من يشاء ... فمن كانت هذه صفاته ولا نزكي على ربنا أحد فلا يبكى عليه ولايحزن عليه بل لنبكي نحن الاحياء من بعده على أنفسنا المقصرة ولنحزن على غفلتنا المحيرة والنحافظ على صلواتنا المضيعة ..ولنتزود مما تزود منه ..ولنتسابق إلى الرحمن .. فمن استطاع أن لايسبقه أحد فليفعل ... فاللهم لاتحرمنا أجر فقيد الجميع ولا تفتنا بعده واغفرنا وله...
_ و لن يسلي الإنسان المسلم المحتسب أحد أعظم مما سلاه به ربه سبحانه وهو قوله تعالى ...
" (وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونْ أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) "
روى الإمام أحمد والترمذي من حديث أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته: قبضتم ولد عبدي؟ فيقولون نعم: فيقول: قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم، فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله: ابنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد
روى الإمام أحمد رحمه الله من حديث معاوية بن قرة أن رجلاً كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم ومعه ابن له، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: "أتحبه؟" فقال: يا رسول الله! أحبك الله كما أُحبُّه. فتفقده النبي! فقال: "ما فعل ابن فلان؟" فقالوا: يا رسول الله! مات. فقال النبي صلى الله عليه وسلم لأبيه: "أما تحب أن تأتي باباً من أبواب الجنة إلا وجدته عليه ينتظرك؟" فقال رجل: يا رسول الله! أله خاصة أم لكلنا؟ فقال صلى الله عليه: "بل لكلِكم".
عظم الله مصاب والديه ومحبيه .وجبر مصابهم وكتب أجرهم ..وأعلى درجاتهم ..وأفرغ عليهم صبرا.. ومنحهم أجرا ..وعوضهم خيرا ..اللهم واغفر لعبدك فايز وارحمه وعافه واعف عنه وأكرم نُزُله . ووسع مُدخلهُ . واغسله بالماء والثلج والبرد ، ونقه من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس ، وأبدله داراً خيراً من داره ، وأهلاً خيراً من أهله وزوجاً خيراً من زوجه وأدخله الجنة وأعذه من عذاب القبر ومن عذاب...اللهم اغفر لحينا وميتنا ، وشاهدنا وغائبنا ، وصغيرنا وكبيرنا ، وذكرنا وأُنثانا ، اللهم من أحييته منا فأحييه على الإسلام ، ومن توفيته منا فتوفه على الإيمان ، اللهم لاتحرمنا أجره ولاتضلنا بعده...
عقايل العنزي