لماذا أعتذر وأنا لم أخطئ !!
هل جربت يوما أن تحاسب نفسك كم أخطئت وكم أصبت جرب جرب أن تضع في جيبك ورقة وقلم في هذا اليوم سجلت على نفسك كم مرة أخطأت وفي نهاية اليوم قطع تلك الورقة !! ماذا أقطعها !! نعم قطعها فأنت تفعل ذلك في كل يوم بدون أن تشعر نعم فأنت عندما تخطئ تعتذر وتمحو تلك الأخطاء ..
في مجتمعنا العربي وبالأخص السعودي نفتقد إلى ما يسمى بالإعتذار .. لماذا نظن أننا دائما على حق .. لماذا نعنف من يخطئ ولا نعطيه فرصة ليبرر خطأه أو يعتذر .. هل أصبحنا نبحث عن زلات الآخرين كي نسجلها ونقدمها في حفلة نقد ساخرة مليئة بالحماقة .. قد تجعل هذا الإنسان محبط طول عمره .. فلماذا تعقده من شيء يحبه يتحول إلى خط أحمر لا يفكر بالإقتراب منه .. هل فكرت في نتاج سخرية .. لماذا تظن أنك ستصبح أعلى منزلة منه عندما تسخر منه .. وكأنك لم تخطئ في حياتك قط كلها .. كأنك معصوم من الخطأ .. دعني أخبرك بحديث عن نبينا صلوات ربي وسلامه عليه يقول صلى الله عليه وسلم : "كل ابن آدم خطاء ، وخير الخطائون التوابون " أو كما قال صلى الله عليه وسلم .
في مجمعنا نفتقد إلى ثقافة الإعتذار التي هي أصلا من أخلاق الإسلام التي تؤدي إلى التسامح فيما بيننا .. لعلك لم تتنبه إلى أنك إنسان وتعتذر من إنسان .. بغض النظر عن أي إنسان أنت أو هو .. فأنت مهما فعلت ستبقى إنسانا خلق من طين .. دعني أخبرك بسر يا صديقي لا يعلمه الكثيرون : هل تعلم ما هي أعلى درجات الإعتذار !
أنه عندما تعتذر وأنت لم تخطئ .. ماذا سيكلفك الإعتذار فهي كلمات تمتم بها كي يشعر من تعتذر منه أنك تصلح خطأك بهذه الكلمات .. ليس صعبا الإعتذار ولكن الأصعب أن تعتذر إلى من يظن نفسه ملاكا لا يخطأ أو أن تعتذر لأحمق يظن أن الإعتذار إهانه .. فمثل هذا وأشكاله هم من سلبوا من حياتنا ثقافة الإعتذار ..
حارث لافي الدليمي