مدينتي بين الواقع والمأمول
قال صلى الله عليه وسلم(تبسمك في وجه أخيك لك صدقة، وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك للرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة) رواه الترمذي وصححه الألباني .
إن المظهر العام لأي مدينة يُعد من أهم متطلبات الشعوب بل أنه يعكس الصورة الحقيقة لثقافته , فالإنسان (المواطن ــ المقيم ) دائماً يحرص على نظافة مكانه (المنزل ـــ الحي ـ الأماكن العامة), وكثيراً ما يؤرق هذه الشعوب نقص أو ضعف في الإمكانيات القادرة في المحافظة على نظافة المظهر العام والاستمرار في هذا المنوال .
إن المظهر العام من المظاهر السلبية التي تحيط بهذه المنطقة , فإنه لا يكاد يمر عليك يوماً إلا وأن تشاهد المناظر الكئيبة والروائح الكريهة التي تشكل خطراً على حياة الفرد والمجتمع , فالمواطن عاش مكرهاً في بيئة غير صحية وظل سنوات في وسط هذه الفوضى دون تغيير من نمط سلوك الفرد , وكذلك دون تغيير أو تطوير الخدمات المقدمة في هذا الجانب .
وفي البحث عن السبل والطرق في علاج هذه المشكلة نرى أنها تتركز على عدة نقاط أبرزها الجانب العملي والجانب التوعوي:
أولاً : الجانب العملي :
1ــ دور الأمانة بالتعاقد مع منشأة مختصة :
في هذا المجال أولت الأمانة اهتماماً بالتعاقد مع مؤسسة مختصة , ولكن يرى المواطن أن المدينة اتسعت من شرقها إلى غربها ومن جنوبها إلى شمالها , فأصبح دور المؤسسة الواحدة رغم جهدها الواضح لا يكفى في تغطية المدينة بأكملها , ومع الاتساع العمراني وزيادة الكثافة السكانية , فالواجب على الأمانة أن تقوم بوضع خطة مقننة تكفل بها تغيير المظهر العام إلى الأفضل على أن تضع في الحسبان كيفية اختيار المنشأة المختصة في هذا المجال , فالواجب عند التعاقد معها أن يراع فيها النواحي التالية :
أولا ًــ أن تكون المنشأة مختصة في هذا المجال.
ثانياً ــ أن تكون مدة العقد سنة واحدة كتجربة لهذه المنشأة.
ثالثاً ـ تشكل لجنة من أعضاء الأمانة والمجلس البلدي وأي جهة لها علاقة بهذا الشأن .
رابعاً ــ تقوم اللجنة المشكلة بتقييم نشاط هذه المنشأة خلال فترة التجربة .
خامساً ــ تقوم اللجنة بتقديم تقرير شامل عن عمل هذه المنشأة خلال فترة التجربة ومدى أمكانية استمرار التعاقد معها أو عدم الاستمرار.
وفي حالة عدم توفر منشأة قادرة على تغطية المدينة بالعدة والعتاد والأيدي العاملة , وكذلك عدم قدرتها القيام بالدور المناط في نظافة المدينة , فالواجب على الأمانة الاتجاه إلى التعاقد مع عدة منشأة.
2ـــ التعاقد مع عدة منشآت مختصة :
في هذا المجال تقوم الأمانة بتقسيم المدينة إلى عدة مناطق ,وتتعاقد مع عدة منشآت كل منشأة تناط إليها منطقة معينة من هذه التقسيمات بحيث تساعد في خلق جو من التنافس بين المنشآت , وكذلك يراعى فيها الشروط والتعليمات عند التعاقد مع المنشأة والموضحة أعلاه , وأيضاً تقوم الأمانة في وضع مراكز مستقلة في المناطق المقسمة الهدف منها تنظيمي وتطويري وأشرافي على عمل هذه المنشآت .
ثانياً : الجانب التوعوي :
توعية المواطن بأهمية المحافظة على نظافة البيئة المحيطة به (المنزل ــ الحي ــ المنتزهات ــ الأسواق ) في وضع برامج توعوية هادفة يشارك بها فئات من المجتمع , وهذا الجانب التوعوي مناط فيه إلى عدة جهات منها (أولياء الامور ــ العمد ــ أئمة المساجد ــ الأمانة ـ الأعلام ــ المدارس ــ وغيرها من الجهات الرسمية ذات الشأن )
وختاما :
هذا رأي يعتريه الخطأ والصواب ( إن أحسنت فمن الله ، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان ) .
كتـبه :
مشعل الهزيمي
m.aburamy@yahoo.com