|
مخموم القلب والسعادة
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبينا وحبيبنا وقرة أعيننا محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد :
كثر في هذا الزمان ظاهرة منتشرة بين الأخوة والأقرباء والزملاء والأصدقاء حتى بين الزوجين ألا وهي ( الغضب ) لأتفه الأسباب والشكوك بالناس أنهم يتعمدون أذيته أو يقصدونه في كلامهم وهذا للأسف من مداخل الشيطان على المسلمين ليفرق جمعهم وليزرع العداوة بينهم .
الشيطان لايتوانى ليفسد على المؤمن حياته خطوة خطوة وقد حذرنا ربنا جل وعلا من اتباع خطوات الشيطان قال تعالى : ( ولاتتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين ) سورة البقرة .
والشيطان يحاول بوساوسه أن يدخل على المؤمن الحزن قال تعالى : ( إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا ) سورة المجادلة .
وأفضل علاج للابتعاد عن هذه الشكوك وسوء الظن بالآخرين هو ( حسن الظن ) وحسن الخلق مع الناس بضوابط الشرع .
إن حسن الظن لو لم يكن له فوائد إلا راحة البال والطمأنينة لكفى بها فضيلة ومنقبة وهذا الذي يبحث عنه الكثير من الناس وهذا الذي يوصل إلى ( السعادة ) لكن أين الذي يتحصل عليها ؟
قال صلى الله عليه وسلم : ( إن خياركم أحاسنكم أخلاقا ) . رواه البخاري .
ألم تسمعوا عن مخموم القلب !
سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أفضل قال : كل مخموم القلب صدوق اللسان . قالوا يارسول الله : صدوق اللسان نعرفه فما مخموم القلب . قال : هو التقي النقي لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد ) صححه ابن ماجه .
فهاهو مخموم القلب الذي يعيش بسعادة وهناء وطيب نفس ويحبه كل من قابله ألا تريد أن تكون مخموم القلب لتصبح أفضل الناس .
فما أجمل أن نتعامل بصفاء سريرة وحسن معشر وطيب نفس وبشاشة وجه مع الأقربين لنا والبعيدين .
فما أعظم الاسلام وما أعظم نبي الاسلام محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم وطوبى لمن سار على نهجه واستن بسنته حتى يلقى ربه فاللهم حبب إلينا المسلمين وحبب المسلمين إلينا وانصرعبادك الموحدين يارب العالمين .
والحمد لله رب العالمين .
فواز الظفيري
|
