أن ما يجري في أرض الكنانة ــ مصر الحبيبة ــ من أحداث وانفلات أمني على المستويين ــ الرسمي والشعبي ــ فهو ناقوس الخطر على الشعب المصري , فاستمرار الفوضى في البلاد هي البوابة الرئيسية التي تدخل الشعب النفق المظلم إلى الهاوية في هذه الأزمة الحرجة .

الشعب المصري بعد رحيل حسني مبارك اتجه إلى صناديق الاقتراع التي تكفلت له حرية الاختيار لرئيس جديد منتخب بولاية مدتها أربع سنوات , وهذا ما تحقق في وصول محمد مرسي لسدة الحكم , ثم من أن انطلقت الزغروته المصرية , وارتفعت صيحات الفرح في كل مكان من مصر وخارجها إعلاناً بوصول الرئيس الجديد , وأن الوضع استتب استشعرنا خيراً واستحضرنا قول الله تعالى (وكفى الله المؤمنين القتال) , لكن سرعان ما تبخرت هذه الأفراح , فاستتاب الوضع والأمن كأنه لحظة عابرة .

فهذه الأحداث الجسام التي تعصف بالأجواء المصرية , وتزرع الفتنة بين شعبها , وتخلق جواً ملبداً بالشحناء والبغضاء من يقف ورائها , ومن هي القوى التي تسييره , فالمحللون يرمون الاتهامات في كل الاتجاهات , فمنهم من يرى أن الغرب وإسرائيل لهما اليد الطولى في هذا الأحداث , ومنهم من يرى أن أجندة النظام السابق هي من خلقت الوضع المتوتر للعودة مجدداً لبوابة الحكم , وآخرون ذهب برأيهم أن الساسة المصريين ــ رؤساء الأحزاب السياسية المتعددة ــ الذين فشلوا في إقناع الشعب المصري في الانتخابات الأخيرة هم وراء هذه الأحداث .

أياً كانت هذه القوى التي تقف وراء هذه الأحداث فأنها تقود مصر للهاوية باستخدامهم شعبها ضحية هذه الانقلابات , والوقود الذي اشتعل نار الفتنة , فالشعب لا يعرف ما تخطط له هذه القوى , ولا يعرف كيفية الخروج من هذا المأزق, فأصبحوا ضحية يحركهم هؤلاء كيف يشاءون في سبيل تحقيق أهدافهم دون مراعاة لحفظ كرامة الشعب المصري , فالرئيس محمد مرسى انتخب بانتخابات شهد لها العالم بأسره , وعُزِل بأمرٍ من الجيش المصري ــ فما أشبه الليلة بالبارحة ــ لترتفع من جديد حِدَّة التوترات والتشنجات , فالمؤدين للرئيس المعزول سوف يدخلون في الاتجاه الآخر لزعزعة الاستقرار , والرد بالانتقام على عزل مؤيدهم قبل اكتمال سنوات ولايته .

وختاما أوجه صرخة نداء للشعب المصري أليس منكم رجل رشيد , فأن هذه الأحداث لا تجلب إلا الخراب والدمار للبلاد , وتتعطل فيها مصالح العباد , وينعدم الأمن والطمأنينة في كل شبر من أرض مصر , فعليكم تحكيم العقل , والرجوع في هذه الأحداث إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم , فهما المخرج من هذا المأزق , وأسال الله أن يديم على مصر أمنها .