(أختك ما تنقل وأنا على هالكرسي) ... إن صحّت هذه العبارة وصدق قائلها ،فورب السماء والأرض إن ّدم الممرضة التي رحلت صباح العيد إلى جوار ربها ورحل معها والدها رحمهما الله رحمةً واسعه سيبقى معلّقاً في رقبة هذاالشخص الذي كان سبباً في شقائهاحتى فارقت الحياة وإنّ المرء ليترفع عن تسميته بالمسئول فهو أبعد مايكون عن المسئوليه وأًكرر(إن صدقت الرواية وصدق ناقلها ) وسأقول لك ياصاحب الكرسي ولكل من هم على شاكلتك من أصحاب الكراسي الكائلين بمكيالين في معاملة البشر .

(ستموت وسيبقى الكرسي) والقبر مساحته لا تتجاوز المتر في متر : ولن تحمل معك الكرسي ، فهل تعي ذلك أم طمس الله على قلبك (لقد رحلت أختنا في الله هناء العنزي إلى خير جوار بصحبة والدها يرحمهما الله ، وأقسم بالله الواحد الأحد أن الله سيقتص لها ممن ظلمها ووقف عثرةً في طريق نقلهاإن كانت مستحقةً ًللنقل نظاماً أو استثناءً من ذوي الظروف القاهره التي تجيز النقل : فإن كنت لها ظالماً فاستعد لحسابٍ عسير في يومٍ عسير إلاّ إن تتوب إلى الله وتطلبه المغفرة وتعترف بذنبك وتبادر بالتكفير عنه من خلال طلب الصفح من ذويها والتصدق عنها والدعاء لها لعل الله أن يقبل منك ويعفو عنك وراقب الله فيمن هنّ مثل حالة الراحله من الأمهات أو العائلات الوحيدات لأسرهن لأن الله تعالى أمر باليسر ولم يأمر بالعسر .

رحلت أختنا في الله وهي التي عانت مرارة الترحال الدنيوي قبل الرحيل الأبدي أثناء ذهابها وإيابها من عرعر إلى رفحاء طوال الفترة التي سبقت رحيلها من دار الفناء إلى دار البقاء *رحلت أختنا في الله لأنها لا تملك واسطةً ولا شفاعه فلا معين ولا سند ، ولا ظهر قوي تستند عليه في زمن الفوضى الغير خلاّقه ، الفوضى التي أضاعت حقوق البسطاء وأباحت كل شيء للأقوياء بالمنصب الحكومي أولئك الذين وُضِعَوا لخدمة الجميع دون تفرقةٍ أو محا بةٍ أو شخصنه فشخصنوا ، وحابوا ، وفرّقوا في التعامل والمعاملة *رَحَلَتْ أختنا في اللّه لأنها لا تمتّ لصاحب الكرسي برابطة قرابةٍ أو نسب أو أي رابطةٍ من الروابط الاجتماعية ولا بغيره من أرباب الكراسي (ولو كان لهذه الكراسي ألسنةً لصرخت من البلاء والابتلاء *رحلت أختنا في الله لأنها ليست من أبناء الذوات الذين لا يعرفون من الترحال سوى لذّة المصايف ونفحات الجنائن عندما يحجزون تذاكر السفر للترويح عن النفس ولا أدري ما هي الهموم التي اختلجت في صدورهم حتى يروّحوا عنها فكل شيء متوفر والراحة ملازمةً لهم (كالمرء وظلّه)*رحلت أختنا في الله لأنها من بسطاء الناس فوالدها عليه رحمة من الله وغفرانا ، ليس من ذوي الأموال ولا من أصحاب الجاه ولا من الأعيان حتى يستطيع بمكالمةٍ هاتفيةٍ واحده نقل من يشاء إلى الجهة التي يشاء وتكون صيغة الخطاب الرسمي كالأتي : ( إقتضت المصلحة العامه نقل الموظف/هـ من ،،،،،،،، إلى ،،،،،،،،) إلى أخر الديباجه التي تبدء بعبارة المصلحه العامه والحقيقه أنها المصلحة الخاصه وتبادل المنافع بين الرؤوس الكبيره التي ستجد كل مافعلته في كتاب في يوم الفزع الأكبر .

رحم الله أختنا هناء العنزي وأسكنها فسيح جناته وكتب لها الهناء الأبدي في دار الخلد ووالدها ولن تكون أول ولا أخر الراحلين من أبناء البسطاء فصفحة الوفيات تحمل الكثير والكثير من أبناء هذه الطبقة الذين قضوا نحبهم في حوادث موجعه ومفجعه في رحلة البحث عن قوتهم اليومي في غربةٍ جاوزت ببعضهم عقداً من الزمن ولازالت تعصف بالبعض الأخر حتى الأن ، سواء كانوا في القطاع التعليمي أو القطاع الصحي او القطاع العسكري ولا يعلم الأحياء منهم متى ستنتهي هذه الغربة وهل ستنتهي وهم لا يزالون على قيد الحياة أم ستختم بالتعزية والفراق الأبدي كحال من سبقوهم ، فأين ضمائر المسئولين عن هؤلاء الضاربين في الأرض بحثاً عن الرزق الحلال أم أن ضمائرهم كضمير صاحب الكرسي (الواقع يقول أن أصحاب الكراسي متشابهون حتى في الضمائر الميّتة) عندما تبحث عن أبناء الذوات وبناتهم وأبناء وبنات وأخوات وزوجات النافذين والمتنفذين في القطاعين الصحي والتعليمي على وجه الخصوص فستصاب بالذهول وستستبدّ بك الحيرة وتأخذ منك كلّ مأخذ ولن تجد منهم مهما بحثت (لا ذكراً ولا أنثى) يعاني من مشقة الترحال ويكابد ألم الغربة على مدار أعوام وليس عام او عامين من عرعر إلى رفحاء أو أحدى هجرها أو من عرعر إلى طريف مروراً بالحزم وإنتهاءً بمركز الحماد :وعندما تتقصى عن الحقيقة الغائبة والأسباب والمسببات لنعيم أولئك وجحيم هؤلاء / ستجد جيشاً من المدافعين عن الذوات وأبنائهم يقفون في وجهك ويَصِفون بحثك عن الحقيقة بتصفية حسابات شخصيّه وكذب وتجنّي على الكراسي ومن يمتطونها (فسبحان الله على هكذا بشر لا يبصرون الميزان المقلوب ولا يعترفون بالعدالة المفقودة) ولكن لاغرابة في ذلك والمنطقة تعج بماسحي الجوخ وأهل المشالح الفارغة : رحم الله أختنا هناء ووالدها رحمة واسعه فموتها صبيحة يوم العيد وهي عائدةً من مقرّ عملها لمعايدة أهلها (تلك المعايدة التي لم ولن تتم أبدا) حرك المياه الراكده ورمى أكبر حجر يوقظ الضمائر إن كانت نائمه وليست ميته وعسى أن تفتح بوفاتها بوابة حياه لأكثر من هناء باقية على الأرض من المعلمات والممرضات اللواتي يودعن أبنائهن وأهليهن قبل بزوغ الشمس وهن لايعلمن هل سيجتمعن بهم أم يلحقن بركب الراحلين (فهل نسمع حيّاً ونحن ننادي أم أن لاحياة لمن ننادي) وسنبقي على خيط الأمل ولن نقطعه رغم أن المؤشرات على الأرض مؤسفةً خاصة ً في القطاع الصحي فهؤلاء حتى التعزية في الأموات خارج حساباتهم خاصةً أصحاب الكراسي (وكم من كرسي يعتليه كرسي والفرق بينهما في الصمت والنطق) .

ختاماً / الشكر الجزيل لكل من قاموا بالعمل الجليل من منسوبي مستشفى رفحاء تجاه أختهم الراحله وجعل الله ذلك في ميزان حسناتهم وهذا من التكافل الذي رغب فيه وحث عليه ديننا الحنيف ، وهو درس في النبل والمروءه لايقوم به سوى النبلاء من عباد الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(تذكرة مرور خارج الموضوع)
ماتنقل وأنا على هالكرسي
ماتترقى وانا على هالكرسي
ماتاخذ إجازه وانا على هالكرسي
ماتمشي معاملتك وانا على هالكرسي / كل هذه المفردات التي تثير الإشمئزار قد تكون مقبولةً ً عنوة ً في زمن الراديو وزمن البث في الأبيض والأسود وحتى في زمن غصب1 وغصب 2أما أن يعيش بيننا في هذا الزمن زمن التقنية وإنعدام الحواجز زمن الوصول مباشرة ًإلى الملك وولي عهده وإلى زير الداخلية وأمير المنطقة يحفظهم الله فهذا من الغير المعقول ولا المقبول على الإطلاق ولو إستشعر كل مواطن دوره في هذه الجزئية بالذات لما بقي بيينا واحدُ من جماعة (وانا على الكرسي ) هؤلاء من المفترض أنهم إنقرضوا منذ فترةٍ ليست ببعيده .