محاكمة المطر !
لكل حادث متسبِّب، ولكل شكوى ظالم ومظلوم، ولا تكون الدنيا دنيا إن لم يتصارع الخير والشر فيها، ونعي نحن البشر على هذه الأرض الطيبة جداً! أنه قد يحدث أن تُسجَّل جريمة ما ضد مجهول وما أكثر قضايانا التي «دحشت» بالدروج! فتكرر عبث المطر… فهو الجاني… ليس أمامنا «مجرم» سواه أو يبدو هكذا للناس! فكل الأدلة والقرائن «الاعتباطية» تؤكد أن هذا الماثل أمامنا سعى في الأرض فساداً، والتنمية التي بُذلت وستبذل لسواد عينيها «المليارات» من الميزانيات السابقة واللاحقة في ساعة قد تصبح أثراً بعد عين هذا إن وجدت لبعضها عين! بسببه!… فخَرَّبَ مشاريع صرف المياه فانصرفت فوق شوارعنا! وَخَرَّبَ الطرق فتقطعت بنا السبل! وهُتكت المباني الحكومية فأصبحت تخر… كما نحن! حتى عاصمتنا التي كنا نعتقد أنها عصية عليه اكتشفنا أنها حال أختها جدة!
فالمطر لا يفيد معه «التكميم» ولا «التكتيم»… ويوصي «إخوة التراب» وزارة البلديات بعدم تصريف مياهه ومعالجتها بالمواطير كالعادة!
فكما صُنع البشر في كل جناية تباشر الأدلة الجنائية الحادثة «فتشبك» حدود مسرح الجريمة ليأمن ألاَّ يتدخل أحد ليخفي ما تركه المطر وراءه من دليل قد يؤثر على مجرى التحقيقات مع التحفظ عليه على ذمة التحقيق، فثقتنا بقضائنا ليس لسمائها حدود، ونعلم أنه لا تأخذه لومة لائم في الحق على السواء كان الجاني صغيراً أم كبيراً فالكل في ميزانه سواء، وسينتزع «الحقوق» من المطر قبل وصول الغيمة القادمة… ويا الله رحمتك!
ناصر خليف
|