عُقدي النفسية !
أعترف بأن لدي عُقداً نفسية تحتاج لعلاج لا يستطيع فكها شيخ راق يعالج بدون «فلوس»! أو مفسر أحلام نبيه «يلتقطها وهي طائرة»! عُقداً؛ علاجها الوحيد الذهاب إلى دكتور نفسي بسرية تامة وبدون فضائح! بيد أن ما أخشاه أن ذلك الدكتور كما صورته الأفلام العربية بأنه شخص مضطرب، يحتاج للعلاج أكثر مني، وما يُلصق عليه تلك التهمة أن جامعاتنا ومدارسنا ومؤسساتنا الحكومية لا تلقي بالاً لمنهج «علم النفس والاجتماع» وإلا لماذا خريجوها -بعضهم يحمل درجة الدكتوراة- لا يجدون من يوظفهم؟ وكأن الشوارع والأزقة لا يتجول فيها مريض نفسي واحد، فضلاً عن أصحاب العقد التافهة كحالتي!
عقدتي الأولى الخجل، وهي ليست بالأمر المقلق؛ لأني أعرف السبب «المدرسة»، وكما أقول إن عُرف السبب بطل العتب! فالمرحلة الابتدائية أهم مراحل التعليم لا يوجد فيها منهج واحد يعزز ثقة الطالب بنفسه! وما يخفف الأمر علي أني لست الوحيد الذي تخرج من تعليمنا العام!
والثانية، سأقصها موقفاً حدث لي مع -رئيس هيئة مكافحة الفساد نزاهة- الذي أشاد بمقالي «كسرة عين مسؤول» مشكوراً عبر وسيط! وزبدته؛ أن نزاهة ليس «بيدها شيء» فجاءني اتصال من سكرتيره يبلغني أن «الريس» يتفق معي فيما جئت به ويطلب مني أن أهاتفه. هنا برزت عقدتي جلياً، فحدثتني نفسي الأمارة بالوسواس، لماذا لم يتواضع الرجل ويتصل بنفسه ليقول ما يشاء؟ فقلت لوسيطه إن كان يود التعقيب فـ «الشرق» مشرعة صفحاتها له ولغيره ولا داعي لاتصالي مع شكري الجزيل لتواصلكم!
مر شهران ولم يُعقب أحد؛ فأدركت أني لست وحيداً أعاني… وأدركت أيضاً أنه ليس كل شيء يعرفه المسؤول يقال في الصحف!
ناصر خليف
|