من المعلوم أحيانا أن يكون الاســـم فيه خيرية وتفاؤل وتعبد يزيد صاحبه فخرا وشرفا وفخامة ....وأحيان أخرى يكون نقمة وشذوذا وتشاؤما وشركا يعرض صاحبه لشيء من الحرج والسخرية .

ذهــبـت بالأمس القريب إلى حــــراج الخـــردة والذي يعرف عندنا شعبيا باسم حراج ( الخـ...) وهو معروف لدى جميع أهل المنطقة بهذا الاســـم وهو اســم للأســـف لا يشـــرفــنا كثيرا.. والذي سماه بهذا الاسم ( سامحه الله) سوف يتحمل تبعاته عند ربه ..وحتى لا نســـاهم في نشــر هــذا الاســم العريق ولمميز حتى لا يحسدنا عليه الآخرون نكتفي بالترميز له بـ (خـ ...) و(بلاش فضائح )..ولا أخفيكم ســـرا أنني وصلت إلى السوق وأنا ( متلطم ) (ما تشــوف إلا عيوني ) كله مخافة أن يعرفني أحد فيقول شــفـت فلان في حراج الـ ( الخـ....) ولا تلومونني فهذه ثقافة عشنا عليها ســنين و توارثناها دهر حتى صدقنا و ألفنا بأن كل من ذهب إلى ذلك المكان فيه (رقلة ) أو بخيل أو غير مثقف أو ...

المهم أوماصلت لحراج وجدت في وسطه صاحب سيارة (دينه ) أظنه ( أبو يمن) يبيع الأجهزة الكهربائية وكانت طريقته في البيع عن طريق التحريج على بضاعته قطعة.. قطعة مستخدما الميكروفون وكان من خلال تحريجه وبصوته العالي يردد كلمات جارحه و مغيظة ومستـفزة أحيانا تــنــم عن عدم احترام أو التأدب مع الناس الذين من حوله وأمامه في الحراج ...وهم مئات الرجال وهو يردد ويلوك لسانه..هــذا حراج (الخـ... ) وهل تريد أن تربح وأنت في حراج (الخـ...) وهل تريد أن تتفاهم مع بشر ترتاد حراج ( الخـ...) لم نبع بهذه الطريقة إلا في حراجكم حراج الـ ( خـ..) وخذ من كلمات التهكم .. والأخ آخذ كامل راحته.. ولسان حاله كأنه يقول..لي ســنين وأنا أغرد وأردد هذا ما لقيت واحد (صاحي ) يردني أو ينفى عن نفسه أنه ( خـ..) معذور أبو يمن ..فلك أخي القارئ أن تتصور عشرات الرجال بشوارب وبدون شوارب وأنا معهم (ندودل ) رؤوسنا كالأنعام نــوزع ابتسامات الرضا والـهزيمة وقلة الحيلة ونحن نسمع مثل هذا الكلام دون أن نحرك ساكنا.. لنكرس له ولغيره أننا فعلا (خـ....) لأنه لم يوجد أحد بيننا ( صاحي ) تصدى لهذا الرجل وأسكته و أوقــفه عند حده ..وقال له أســـكت ياهذا (وكب ) ولا كلمه...ســـوقـنا هذا اسمه حراج الخردة أو الأثاث المستعمل .. ويجب أن تحرم المكان الذي أنت فيه وقبله أن تحترم طوال الشوارب الذين حولك وهــم زبائنك ...بل والأدهى من هذا أنك تسمع من غيره ممن يعملون في الحراج أو من بعض الزبائن من يردد هذه الكلمة كالببغاء مفتخرا بها وهو لم يتأمل معنى أن يكون في النهاية أنه غير سوي وأنه ( خـ .. ) فآآآآآآه ..ثـــم .. آآآآه عندما تروض العقول وتمرض الغيره وتنسى الكرامة ويجب الانسان.. وحتى لا نكرس للآخرين مثل هذا المعنى وهذا الاستسلام الغير مبرر والاعتراف بأننا فعلا في حكم ( خــ...)

هــذا نــداء عاجل باســم جميع أبناء أهالي المنطقة الحاضرة منهم والبادية ( الصاحين ) منهم والـ ( خـ ..) لمن يهمه الأمر ســـواء في إمارتنا ..حفظها الله ..أو في أمانة المنطقة ..سلمهم الله ..أو المجلس البلدي ..وفقهم الله ..أو أي جة يهما الأمر .. ورسالة عاجلة مفادها :
1- إن من أهــم وأعظم عوامل عدم قيام هـذا السوق الحيوي والهام من التطور والنماء والاتساع واستقطاب المستثمرين من المنطقة ومن خارجها على مدى 27 سنة ليصبح مثل ســوق أبو قاسم في الرياض أو ســوق الصواريخ في جده أو الخميس في رفحاء هــــو اســـم هذا السوق الطارد المميز بغير تميز والمحرج والذي من شهرته ســيدخل موسعة قنيس للأسماء الشاذة والمضحكة في العالم .. وهو في النهاية جزء من اسم هذه المنطقة وتاريخها وثقافتها لأنه معلم من معالمها ..

2- أنه لن نتخلص من هذه العقدة واســـم العار الا بتعـميم عاجل و فاعــل يوزع على محلات الحراج ويوضح فيه تجريم وإدانة كل من يثبت تعمده وسخريته باللمز أو الهمز بطريقة مباشرة أو غير مباشرة أو التسمي بهذا الاســـــم الغير لائق ببشر أســـوياء يطلبون الرزق الحلال والتكسب المشروع في مثل هذا المكان الذي يجب أن تحترم فيه إنسانية البشر وعقولهم وشعورهم ومهنتهم وأن يشجعوا ويؤيدوا بدل أن يسخر منهم ويوصفوا بأشنع الأسماء .. ويستحسن أن يكتب هذا في لوحة كبيرة في وسط الحراج .. وأخيرا ..إن بقاء هذا الاســم دون تدخل من الجهات المختصة في هذه المنطقة سوف يسهم ببقاء هذا الســوق بمحدوديته وعزلته وحواجزه الوهمية ليهجر ويموت ببطء مع بقاء أفراد معدودين ربما أجبرتهم ظروفهم الصعبة أن يقبلوا أن يوصفوا بأنهم ( خـ...) في ســـيبل كسب العيش وأن لا يشحـذوا أو يتكففوا الناس .. وفي النهاية هذه رؤية مواطن غيور فقير فإن كنت مع (الصاحين ) فأيدوني ..وإن كانت مع الـ ( خـ..) فـعزوني ...