إن المشاعر التي تختلج الإنسان ، وتدور في رحى أحاسيسه ، ثم تنطلق من وجدانه معبرةً عما تفرزه هذه النفوس البشرية هي في واقع الأمر ترسم لنا صورة من صور ثقافة الإنسان الذي يتعامل مع المواقف والظروف .
فنجد بعض النفوس البشرية تتعامل مع الأحداث والاختلافات بنظرة التفاؤل والحب ، وعلى النقيض في الجانب الآخر نجد لغة الكراهية والعداء مع من يختلف معها ، ولا شك أن الأسباب الحقيقية في اختلاف هذه النظرة في النفوس متعددة ، والمسببات لتنوع النتائج مختلفة.
الحياة تحتاج منا وقفة صادقة في زرع الابتسامة والحب والتواصل مع من يحيط بنا باختلاف الطبقات والأجناس ، فديننا الحنيف أرشدنا لفن التعامل مع الطرف الآخر رغم اختلاف ثقافته وديانته ، قال الله تعالى : (اذْهَبَا إِلَىٰ فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَىٰ (43) فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَّيِّنًا لَّعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَىٰ (44) )، وهذا الأسلوب القرآني الرائع في الأمر الرباني الموجه إلى موسى وهارون عليهما أفضل الصلاة وأتم التسليم في كيفية التعامل مع شخصية صارت مثالاً للكفر والطغيان والجحود والكِبْر على مر العصور والأزمنة ، لهوَ أكبر مثال على سمو الخطاب الإسلامي ، ورحمته للآخرين .
ولا شك أن رابط الدين والقرابة واللغة والمكان أولى من غيرهم ، والإنسان يواجه في حياته اليومية جمٌ من الأحداث المختلفة ، والمواقف المتنوعة ، والأشخاص المتفاوت تفكيرهم وطرق تعاملهم ، فالواجب إظهار الحب والتفاني مع الطرف المقابل رغم اختلاف الآراء ، وتباعد الأفكار، وإظهار الاحترام والتقدير فيما يُطرح من رأي وفكرة دون المساس بالدين والعقيدة واللحمة الوطنية .
وختاماً : اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ،،،