فضفضة صيفية !!
منذ ايام بدأت اجازة الصيف.. وعادت لنا فلسفة تغيير المعيشة ففي الإجازة يتحول النهار ليل .. ويصبح الليل نهار .. ويشتغل الناس في ضبط ساعاتهم البيولوجية على هذا التوقيت خلال هذه الفترة ، وفي نهاية الاجازة تعود المعاناة في محاولة العودة من حيث ما أتينا !
ولأن النوم من الأساسيات الضرورية في الإجازات سواءً رضينا ام ابينا ، لذلك احببت ان يكون حديثي هذه المرة عنه .
فللنوم فلسفه خاصة جداً.. لن أتحدث عن فائدته ولا حكمته فالحديث عنهما يطول جداً .
وخاصةً أني حينها أتكلم عن نعمة من نعم الله \"التي لا تعد ولا تحصى\" والحديث عن أيٍ منها يحتاج مجلدات ، ولا تفيها حقها !
ولكن سأجعل حديثي مجرد فضفضة خفيفة عن النوم يسعدني ان تشاركوني بها .
بصراحة انا في اوقات الاجازات ( سواءً كنت أعمل أو في اجازة) الا انني لا أتلذذ بالنوم وخاصة انني في كلتا الحالتين تجدني اعيش الاجواء من حولي اجواء العالم السهرانة وعندما اريد ان انام مبكراً اجد مخيلتي تغرق بأفكار كثيرة متتالية كـ ( \"طابور\" طويل والمسئول عند الشباك \"يرغي\" بالتليفون !)
اما من ناحية فلسفة النوم لدي فيها مختلفة من حيث الطريقة والمدة والوضع على حسب الزمان والمكان كإختلافها من شخص إلى آخر .
حيث أذكر أنني سابقاً حينما أريد النوم .. \"أتكور\" على فراشي كطفل صغير في حضن أمه..وأتخيل نفسي كصياد ماهر يعدو بهدوء من خلف فريسته لينقض عليها..!
فأغمّض عيناي في جو حالك الظلام \" ولابصيص لأي نور ! \" وأحاول أن ألتقط أول \"خيوط\" فريستي / النوم ...بهدوء... حتى يكتمل وأغيب فتره مؤقتة عن العالم.., وأكثر ما يزعجني \"ويطيّر\" فريستي هو أن أسمع أي صوت ولو همساً ! , حينها \" باي باي نوم\" !
الشيء \"الغريب\" أنني أذا لم أستطع النوم فلا تتوقع مني التقلب على الفراش بحثاً عن هذا \"الضائع\" بل تجدني أنهض لأي مكان !
أما إذا كنت منهك القوى و\"تعبان\" فلا تسأل عن ماهية نومي فتوقع أن أنام في اي مكان وبأي حاله ! , كما كُنتُ صغيراً أنام في نص الإزعاج في \"صالة\" البيت... وتقودني أمي وانا ( أترنح ) حتى أصل إلى فراشي..!أما الآن فلن أجد من يقودني..فأما أن أنهض من نفسي أو \"في ستين داهية \" !
من المواقف الطريفة في موضوع النوم ..
أذكر في بداية أيامي في الجامعة كان يرافقني في سكن الجامعة زميلي أيام المرحلة الثانوية وكان غريب الأطوار في النوم .
أذكر أن موعد المحاضرات عندنا موحّد وكنّا نضع المنبة المزعج جداً جداً ويكون توقيت المنبة قبل وقت المحاضرة بـ(ساعة إلا ربع ) تقريباً لأن أمامي امتحان يومي قبل المحاضرة حيث أنني أنهض مع أول \"رنات\" المنبة وزميلي \"ولا عنده خبر\" ! وأقوم في \"معركه\" لمحاولة إيقاظه , أحياناً أفشل ونادراً ما أنجح , وكثيراً ما أتأخر بسببه !
وأذكر في يوم خميس كان لديه عمل ضروري في الصباح , وضبط المنبة على الساعة السابعة والنصف ولما جاء الموعد \"رن\" المزعج ! وأنا سامع ... ولكن أصابتني \"نوبة عناد\" وكأني لا اسمع شيء.., ولم \"أدري\" إلا وصوت \"انفجار\" رهيب بالغرفة !
نهضت بسرعة إلا وأشاهد المنبة (المسكين) بجانب احد \"جدران\" الغرفة وهو متحول إلى \"أشلاء\" ولا زال يرن أو ربما \"يئن\" ... كقط \"مخنوق\" !
ومن الطرائف ايضاً..
أذكر عندما كنا صغار..كنا في عراك مستمر في فصل الصيف لمن يسبق الآخر في النوم \"تحت\" المكيف لينعم بكمية \"أكبر\" من الهواء البارد فتجد أشكالنا مضحكة ! .. متجمعين في مكان \"صغير\" في الغرفه وبقية الغرفة فاضية..! \" زحمه والشارع فاضي ! \"
أما في فصل الشتاء فيكون النوم لذيذاً جداً وأنت \"تتلحف\" الدفء وما خروجك من مخبأك الدافىء للذهاب إلى المدرسه الا مواجهه انتحارية لـ \"موجه\" من الرجفة !، فتحلم بوقت أكبر للنوم , وهنا تكمن \"معاناة\" الأهل شتاءً !!
وقبل ان اختم هذه الفضفضة التي اتمنى ان تكون خفيفة على قلوبكم احبيت ان انقل لكم هذا المقطع الصغير الظريف والعهدة على الرواي !
(في مصر يقولون :
نينا نام .. نينا نام
وادبح لك جوزين حمام
وفي سورية :
نام يبني نام
لادبح لك طير الحمام
ياحمام لا تصدق
عم كذب على ابني حتى ينام
ومثلها في الأردن :
نام يبني نام
لادبح لك طير الحمام
يا حمام لا تخافي
بضحك على ابني تا ينام
وعند ربعنا :
يالله نام والا يجيك (العوّي ) !! )
آخر سطر :
قيل : ( النوم ساس اللوم بان الردى به **** وعين تبي الطولات نومه شلافيح )
خالد المحيني
* تنويه : يمكن للقراء الكرام العودة للمقالات السابقة لكاتب عرعر اليوم / خالد المحيني عبر زاوية عفويات الموجودة تحت المقالات مباشرة
|