البيئة الآمنة
الأمن مرتع خصب ، ومنهل عذب ، تتفتح أزهاره ، وتخضرُّ أوراقه ، بستان جميل ، ظله ظليل ، وهواؤه عليل ، ترتسم البسمة على شفاه قاطنيه ، وتزهر فيه حياة الآمنين ، ماؤه صاف ، وخيره ضاف . إذا انتشر انتشر الخير كله ، وإذا انعدم انعدم الخير كله . هو دعوة نبينا إبراهيم عليه السلام في قوله تعالى : ( وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ...). سورة البقرة 126
الجميع محتاج إليه صغارا وكبارا ، وفي أي مكان ، ومن المحتاجين إليه طلاب الصفوف الأولية ، فهم أطفال صغار عواطفهم جيَّاشة ، ودموعهم سباقة ، أخذهم بالرحمة واجب ، وإحسان المعاملة إليهم لازم ؛ لأن الطفل إذا اطمأن في حجرة الدراسة - في بيئة آمنة - أقبل على العلم ،وأحبَّ المدرسة ، وارتاحت نفسه ، وتفجرت طاقاته ، وانتشرت إبداعاته ، أما إذا كانت حجرة الدراسة مكانا للخوف ، فلا علم يبقى ، ولا نفس تهدأ ، جسد بلا روح ، ووجود بلا طموح ، الخوف سيطر عليه ، فعطَّل عقله ، وكبت مشاعره .
لذلك أحبتي معلمي الصفوف الأولية خذوا أطفالنا الصغار بالرحمة والصبر ، وحلِّقوا معهم بجناحي العطف والمودة إلى أفق أوسع ، وأرحب ، واجعلوا فصولكم بيئة جاذبة . فكم من معلم تهافت عليه الطلاب مقبلين ، ولعطائه الرائع متلهفين ، الكلمة الطيبة أسلوبه ، والأثر الطيب رفيقه . طلابه رائعون ، وعلى المنهج سائرون ، بلغ معهم الهدف ، فتحقق المبتغى فشكرا لك أيها المعلم الفاضل ، ووفقك الله ، وسدد على طريق الخبر خطاك .
محـمد ثميل الجميلي
مشرف الصفوف الأولية
|