الإهمال كلمة حروفها قليلة ولكن عواقبها أليمة الإهمال في أداء الفرائض الإهمال في تربية الأبناء الإهمال في العمل الإهمال في الحقوق الزوجية الإهمال في أداء الواجبات فلننظر حوالينا ونشاهد الإهمال في أداء الأمانة الموكلة إلينا سوف نشاهد الحفر والحفريات في الشوارع وهذا إهمال في أداء الأمانة الموكلة إلى هؤلاء المسئولين .ونشاهد الإهمال في أداء الفرائض الدينية وهذا إهمال في أداء الأمانة.والإهمال في تربية الأبناء عندما يتركون في الشارع إلى ساعة متأخرة من الليل وعدم متابعة واجباتهم المدرسية والدينية وعدم غرس القيم الإسلامية في نفوس هؤلاء الأبناء وعندما يتركون هكذا فإنهم سوف يكتسبون عادات سيئة وسيكونون في المستقبل عبئ على الأسرة والمجتمع وهذا سببه خلل في أداء الأمانة .عندما يذهب شخص ما لقضاء مصلحة في إحدى الدوائر الحكومية أو الخاصة ويشاهد الإهمال وعدم انجاز العمل عندها نشعر بمرارة الظلم ومرارة الإهمال وعدم أداء الأمانة على الوجه المطلوب. وعندما نتجه إلى التعليم ونشاهد البعض يهمل في أداء الواجبات الموكلة إلينا مثلا عدم دخول الحصص في وقتها وعدم المساواة بين المعلمين وهذا يسبب الحساسية بين المعلمين ويشعرون بالظلم وهذا يؤدي إلى الإهمال في أداء الأمانة. وعندما يهمل المعلم في أداء الأمانة فإنه سيؤثر في المجتمع بأكمله وفي هذا خلل بأداء الأمانة ولنا في ذلك خير قدوة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضوان الله عليهم جميعا ولنا في قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه قدم على عمر بن الخطاب رضي الله عنه وفد من العراق فيهم الأحنف بن قيس في يوم صائف شديد الحر، وعمر معتجر (معمم بعباءة), يهنأ بعيرًا من إبل الصدقة (أي يطليه بالقطران) فقال: يا أحنف ضع ثيابك، وهلم، فأعن أمير المؤمنين على هذا البعير فإنه إبل الصدقة، فيه حق اليتيم، والأرملة، والمسكين، فقال رجل من القوم: يغفر الله لك يا أمير المؤمنين، فهلا تأمر عبدًا من عبيد الصدقة فيكفيك؟ فقال عمر: وأي عبد هو أعبد مني، ومن الأحنف؟ إنه من ولي أمر المسلمين يجب عليه لهم ما يجب على العبد لسيده في النصيحة، وأداء الأمانة. وهذا من حرصه على أداء الأمانة قال تعالى (( إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ( 72 )
وفي الحديث الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " آيةُ المنافق ثلاث، إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا أؤتمن خان"، وذكر عليه الصلاة والسلام، أن الأمانة من الإيمان، فقال صلى الله عليه وسلم كما في الترمذي وغيره: " لا إيمان لمن لا أمانة له "، وهذا الحديث عبادَ الله، يدلُّنا على عِظَم شأن الأمانة وأن الأمانة من الإيمان، فكلَّما زادَ العبدُ أمانة ومحافظةً على الأمانة زادَ إيمانُه، وكلما نقص من الأمانُة نقص إيمانه بحسب ذلك.