العشق القديم
أنشودة من الخوالج تعانق سماء الذات ، وتنتشي الروح بعبقها لتحلق بعيدة تتذكر بين الغيوم الخطوات الأولى في عمرها بين محمدية القلب وخالدية الأمل .
* وتنتقل الأماني في دهليز مساعدية الشوق الشامخ بين أضلعي التوّاقة للعناق ، وتتسلل عواطفي طوعا إلى فيصلية النقاء حبيبتي لترأب صدع روحي بفراقها القسري .
* ومن هنا وهناك فلابد من الاعتراف على نقطة الضعف والانجراف لصالحية الروح المتجذرة في زوايا الذات .
* هذه ليست قصيدة أو خاطرة عابرة خطها قلم رجل لا يعرف ما يكتب ، هذه كلمات وليست كالكلمات تهادت بين الروح والواقع الدامغ .
* هذا هو العشق القديم المتجدد لمدينة الحلم عرعر التي بنت في ذاتي صروح ، ورسمت في خيالاتي لوحة العشق الأبدي لها .
* كل ذكرياتي تأبى الرحيل عنها ، وتدغدغ فيني الحنين ليثور في وجه طغيان الجفاء الذي يحاول مرارا بتر جذوري الشمالية .
* أتذكر جبالها .. أوديتها .. شوارعها .. شخوصها .. أسماء بنت أهرامات المعرفة في ذاكرتي الهرمة التي أظناها البُعد .
* في ذاكرتي أماكن وأزمنة وشخوص .. يربطهم وشيج الحب الطاهر الذي ربتنا عليه عرعر ، وعلمتنا أننا على قلبٍ واحد وأسرة واحدة وهدفٍ واحد .
* أتراحنا تُبكينا جميعاً ، وأفراحنا تسعدنا جميعاً .. ألم أقل لكم إننا أسرة واحدة رغم اختلاف الأسماء والانتماء .
* لم أنسى يوما طاولتي بمدرستي تلك في حي الخالدية ، ولم أنسَ يوما صعلكتي مع زملائي وأصحابي ، وثرثرتي من خلف نافذة البراءة .
* لاشك موقع عرعر اليوم ( فخر المنطقة ) أشعل في أعماقي المظلمة قنديل قد انطفأ منذُ زمن وكان قاب قوسين من الاندثار والنسيان .
* وحرك مياه ذاكرتي الراكدة ليغسل هموماً تكالبت عليها عثرات الدهر وجبروته .
* تحية اعتزاز لكل من يعمل ويشرف ويعطي لهذا الموقع ولو الجزء اليسير من وقته .
* لقد اثبتم بما لا يدع للشك أنكم رجال تفخر بكم عرعر وتعتز بوجودكم بها ، لأنكم نحتم بالصخر من أجل رسم لوحة عروس طال انتظار خاطبها يراها تتزين له .
* وتتعطر .. ليفوح عطرها عبقا في سماء الإبداع والتميز ، لقد تفوقتم على أنفسكم وكسرتم كل الحواجز التي كانت يوما متاريس الإبداع للكثيرين قبلكم .
* اعتزازي لكل إنسان كان له معي موقف ، وكانت له معي ذكرى ، وكنت يوما جزءً من وقته في تلك اللحظات .
* وأسفي الكبير لكل من أسألت له ، أو حدث مني تجاهه موقف سلبي ، فكلنا نقع في الخطأ ولكن خيرنا من يتوب ويرجع عنه ، وأنا أقدم أعتذاري وأسفي للجميع دون استثناء .
* تبقى عرعر مدينة الحلم .. وسبورة الحياة التي كُتب عليها أجمل قصائد العشق والحب بطباشير الوله والشوق والتداني بين العاشق والمعشوق .
* هي من تجمعنا بالحب ، وتفرقنا بدموع حرقة فؤاد الأم الثكلى ، ولوعة المغرم المفارق .
* أطلت ولكني في ثورة بركان الحنين لعرعر وأهلها فلها ولهم كل الود والحب والاعتزاز ، وطابت أيامكم بالخير واليُسر دائما
محبكم
عبدالرحمن الفلاج
|