(استغلال الاجازة في القراءة والاطلاع)
قال صلى الله عليه وسلم نعمتان ( نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ ).
وقال تعالى في كتابه الكريم ( وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الآخِرَةَ وَلاَ تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ وَلاَ تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأَرْضِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ ) [القصص: 77[ وقال تعالى (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلًا)
الوقت كالسيف إن لم تقطعه قطعك ، فالوقت الذي يذهب هباءً دون أن يستفيد منه صاحبه فإنه يذهب من عمره ، لذلك يجب علينا معشر الآباء ان نستغل هذه الاجازة لأبناءنا الطلاب والطالبات فيما يعود عليهم بالنفع في الدنيا والآخرة كأن نستغلها في السفر بهم الى الاماكن المقدسة لزيارة بيت الله الحرام ولزيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم والصلاة فيه وفي القيام برحلات الى بعض بلادنا الغالية والتعرف عليها عن كثب . واذا لم يتسنى لنا السفر نستغلها في القراءة والاطلاع كأن نشتري لهم الكتب والقصص لأن القراءة غذاء الروح والعقل وفيها فائدة كبرى وفيها التعرف على الثقافات المختلفة واتصفح الكتب ووضعها بين اليدين تشعرك باهميتك . عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ : " تَعَلَّمُوا الْعِلْمَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ , وَتَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ وَعَلِّمُوهُ النَّاسَ , وَتَعَلَّمُوا الْفَرَائِضَ وَعَلِّمُوهَا النَّاسَ , فَإِنِّي امْرُؤٌ مَقْبُوضٌ , وَإِنَّ الْعِلْمَ سَيُقْبَضُ , وَتَظْهَرُ الْفِتَنُ حَتَّى يَخْتَلِفَ الاثْنَانِ فِي الْفَرِيضَةِ لا يَجِدَانِ أَحَدًا يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا " . والاطفال في هذه السن لايعرفون مصلحتهم فيجب علينا اخذهم الى المكتبات وحثهم على اختيار الكتب والقصص المفيدة لهم والمناسبة لسنهم وترك الفرصة لهم للاطلاع عليها ومناقشتهم فيما استفادوا منها . أيها الأب الكريم حافظ على ابنك في هذه الإجازة ولاتتركه في الشارع وخارج المنزل لفترات أطول حتى طلوع الفجر فإنه في هذه الحالة تجعله صيدا سهلا لبعض الفاسدين والمفسدين نعوذ بالله منهم والبعض يستغل جهله وصغر سنه ويستخدمه في أشياء قد تضر به وبأسرته وبمجتمه ووطنه . ويصبح عضوا فاسدا في المجتمع ْ
بقلم ابراهيم حسن النعمي
|