لم ينم تلك الليلة
بات محمد يقظا إلى الصباح .. عقله لم يتوقف دقيقه عن التفكير ، إنها فعلا بشرى رائعة وكيف لا وسيرى طفل أباه بعد غياب سنين طويلة ..
فقبل أيام عاد إلى البيت يبكي وعيناه أحرقتهما الدموع وعند سؤاله أجاب : أصدقائي لا يكفون عن سؤالي عن أبي .. أين هو يا أمي ؟ متى سيعود ؟ لماذا طال سفره ؟
لم تستطع الأم الإجابة على سؤال طفلها ..
فالإجابة مؤلمة الحقيقة أصعب من أن يستوعبها طفل لم يبلغ عشر سنين ..
هي لحظة غضب سببت ألاما وجروحا لذلك الطفل لن يضمدها الزمن ..
هي لحظة قرر فيها أبو محمد أن يقتل رجلا لا يعرفه والسبب أقل من أن يذكر ..
هي لحظة جلبت الهم والغم على أسرته ..
هي لحظة ظلم فيها أسرته وأسرة الرجل الذي أسلبه حياته دون أن يقصد ..
هي لحظة أفاق فيها المتاجرون في حياة البشر ، ليبدأوا صفقة جديدة يجنون من ورائها ملت الله أعلم بمدى الخبث الذي جنى منه ذلك المال ..
يوميا ما نقرأ في وسائل التواصل الإجتماعي عن أمثال أبي محمد والمبالغ التي يشيب منها الرأس حتى تعجز قبيلة عن دفعه ..
في العفو الجزاء خير الجزاء في قوله تعالى (وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)
ألم يأن لقلوبنا إن تتراحم
ولنفوسنا أن تتق الله في أمثال محمد وغيره من أم أعياها المرض زالتعب تنتظر لقيا ابنها
..
أخيرا التقى محمد بأبيه الغائب والعيون لا تسعها إلا دموع الفرح ..
كل ذلك بفضل الله ثم بفضلكم أهل الخير ..
ما زال في الناس خير فإلى متى وضعاف النفوس يستغلونهم أشر استغلال .
بقلم / حارث لافي عماش
@HarethLafy
|