منذ سنوات عديده اعتزلت عن الكتابة . ووضعت أفكاري جانبا وأغلقت باب مخيلتي وجعلته يغفوا بسبات عميق .إلا أنه بدأ الآن يقرع الأجراس ويطرق الأبواب وهويقول أنت أهنتني وسجنتني داخل مخيلتك التي أصبحت عمياء ويكاد أن يضيع منها جميع الأفكار وأضاف بصراخ وقال :أخرجني إلى عالم الكتابة سأجعل القلم يتسلسل بين السطور وتجدني أضع على الصفحات ماتريد حتى المجتمع منه يستفيد . وسوف أبقى ملك قلمك وسحابة ممطرة بين أصابعك . وقفت حائراً متعجباً!!!! لصدى صوت مخيلتي وقلت له:أنت تريدأن المجتمع يكون في فراغ عندما يريد أن يقرأ مقال او كتاب في زمن مضى 0ولكن أريد أن أطرح عليك سؤال عجباً!!!! منك كيف صحوت من غفوتك حيث أنني عندما أريد أمسك القلم في ذلك الوقت وتتوجه أفكاري إلى عالمك عالم الخيال أجد بداخلك إحباط شديد لاتستطيع إعطائي شيء جديد حيث أنك قلت لي: في ذلك الوقت تريدني أن أعطي مجتمع لايعي ولايدرك معنى مايكتب أو يكتب . عند ذلك ابتسم لي بشوق وحنين ورد علي قائلاً:أنا أجمع الأفكار وأضعها بخزينة ذاكرة الأفكار وأجعل لها نظام . الآن أنظرإلى هؤلاء الكتاب الذين يملؤون الصحف الإلكترونية بكثير من المقالات وتتناثر في هذه الصحف بمقال يكون له معنى أو لايكون. وقفت قليلاً بصمت وروية ورديت عليه وقلت: عندما كنت لوحدي وعجزت الناس لاتفهم قصدي وبدأ الكثير يسخر مني أتيت الآن مهرولا تريدني أن أقف على طريق بداية السطور وأبدأ أمسك القلم وأملأ الصحف بالمقال المنظور بعد ماكان اليأس مقيدني لا وألف لا :أرحل ارحل أيها الخيال واتركني أعيش واقعي واقع الإنسان البسيط ولا تجعلني الآن أضحوكة مجتمع فيما سبق كانوا الجميع ينتقدونني بكتاباتي لأنهم لايدركون معنى ماأكتب في ذلك الوقت الذي يعجز فيه الكاتب من أستدراج الخيال ومداعبته حتى يفيض ببكاءه ويدخلني عبر أبوابه وأحصل على ما أريد من جملة أو مقال . وقف قليلا والتفت إلي وتنهد ورد علي بلطف وقال:أنت صبرت وأنت من تحلل الأمور بروية ولكن لا تتسرع بطردك لي أنا الآن كما قلت بالسابق ملك قلمك واضاءة نور صفحاتك .أبقيني بجانبك سوف أجعل الاسطر تعزف ألحان الجمل ويدركها الناس وتتمعن بما كتب من عبر الآن أريد أن أخبرك شيئا انتهى عصر صمت الثقافة الفكرية والأدبية واستفاقت للتطلع والقراءة حتى تعرف مايدور حولها أنني أنا الخيال الذي بدأت بسرد الحكاية معه .ولكن بعد هذا سوف أملأ حياض افكارك بمقالات لها مرئيات وسأجعل لها احداثيات عبر قارات أفكارك ماعليك إلا أن تدخل وتتجول وتأخذ ماتريد من جميع المطويات التي يستفيد منها عامة المجتمع ولكن أ جعله خليط ومخفوق بخيال وواقع ولا تجعله واقع ولاخيال فقط والسلام.
بقلم الكاتب الروائي حمدان سعود الحازمي