سأنتخب «ولد عمي» !
أكثر ما أبغضه في هذه الحياة، المثالية الزائدة عن الحد، وأكثر ما أحبه في شخص من الأشخاص واقعيته وتواضعه! ولن أكون من النوع الأول الذي يدعي زوراً وبهتاناً أن طباع الناس يمكن أن تتغير بين ليلة وضحاها وأن الناس ستُرشح للانتخابات البلدية رجلاً عليه «القيمة» كفاءة وخبرة وإن لم يكن «ابن قبيلة»…! لأن ذلك -إن صار فعلاً-، فذلك دليل لا غبار عليه على أن الأحوال ستتبدل وسننعم كمجتمع «مسلم عربي سعودي» بتنمية حقيقية مستدامة! وسنلحق بركب الدول المتقدمة الديمقراطية التي لا يأتيها الباطل لا من بين يديها ولا من بين رجليها! في ظل رقابة صارمة على مشاريعنا الحضارية من لدن أعضاء مجالسنا البلدية، فتنعم بها أجيال بعد أجيال، وهي لا تزال شامخة كجبال «أجا وسلمى»! لكن -في الحقيقة- ثمة معركة كرامة تخوضها القبيلة لتنتصر لابنها لكي يفوز في الانتخابات البلدية..! وكما قيل فإن في الصراحة راحة وسأعلن «بالفم المليان» أني سأصرف الصوت الوحيد حقي في الانتخاب إلى ابن عمي «ابن القبيلة» على الأقل حتى لا أخون السلوك الذي تربيت عليه أباً عن جد طبقاً لمثلنا «العنصري» الذي يقول «أنا وأخوي على ولد عمي وأنا وولد عمي على الغريب» مهما كانت قدراته ومميزاته المفيدة لي على كل حال! ومع ذلك سأقدم بعض النصائح ليس لمعشر الناخبين «الله يصلح حالي وحالهم»، إنما إلى من يبرز ليُرشح نفسه للانتخابات البلدية، عليك أن تتمتع بقدر من «الثقافة الانتخابية» وبقدر وافر من الواقعية والذكاء، عليك أن تتذكر جيداً أنك وسط مجتمع قبلي، ولكي تكسب الأصوات عليك أن تحوز على رضا أفراد القبيلة فتتودد إلى صغيرها قبل كبيرها، وعليك أن لا تعول على خبرتك العملية وكفاءتك فحسب، فذلك «غباء انتخابي» سيفقدك نهرا جاريا من الأصوات وستُهزم شر هزيمة!
ناصر خليف
|