هكذا مر عام رأى العالم فيه صمت الجبال وضجيج الريح، وفتحت فيه صفحات كتاب التاريخ على أمجاد العرب، وندى المسلمين، ونظام الحضارة السعودية التي سلكت سبيلا لم تعهده الدبلوماسية العالمية.
إن أولى وقائع هذا العام فقدنا لمليكنا عبد الله بن عبد العزيز فتلقاها سلمان الحزم بيمينه، مقيما لدين الله تعالى بين الناس، ومتمسكا بنهج الملك عبد العزيز وأبنائه الأبرار في جمع الكلمة، والارتقاء برفاهية المواطن، والمسابقة لكل ما يحقق الراحة لكل حاج بيت الله الحرام، وزائر مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم.
من أولى كلماته التي خاطب بها شعب المملكة العربية السعودية قوله حفظه الله "أيها الشعب الكريم : تستحقون أكثر ومهما فعلت لن أوفيكم حقكم، أسال الله على أن يعينني وإياكم على خدمة الدين والوطن، ولاتنسوني من دعائكم" ففي هذه الكلمات صدق القول، والتوكل، ووضوح المنهج، ورؤية المستقبل، وتبرأ من الحول والقوة، واستعانة بالله تعالى ثم بشعبه الكريم.
إن الرموز تحظى في الثقافة الإنسانية بتقدير، وافتخار؛ لإمدادها أهلها بمعانٍ تعيد رسم الهوية، وصياغة الثقافة، وكذلك الملك سلمان الحزم والشهامة يمد يده للشعب السعودي بكل تواضع؛ لأن سفينة البلاد يسهم كل فرد فيها بجزء من تقدمها، ويكون أمينا على متنها فلا تخترق من قبله، ولا يخرقها بيده.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قبس نور يقتدى برأيه، وتقتفى حكمته، ويسعد كل من انضوى تحت لوائه فهنيئا لنا جميعا برأس العرب، وهنيئا للدين بإمام العلم والسنة، وهنيئا للوطن بتاريخ المجد والحزم.
بقلم: د. عوض بن إبراهيم
|