الجزاء من جنس العمل
قيل لعلي بن الحسين بن أبي طالب رحمهم الله: انك من ابر الناس بأمك ولسنا نراك تأكل مع امك فقال: اخاف ان تسبق يدي الى ما قد سبقت عينها اليه فأكون قد عققتها. تفطر قلبي ودمعت عيناي، من هول الاتصال لامرأة عجوز مسنة تسمت باسم احد ابنائها العاقين (عبدالله) في إحدى الاذاعات العربية الهوائية، صوت بألم وحرقة ويسوده الحزن والحسرة، رموها ابناؤها وقطعوا وشائج صلة الرحم، ونسوها نهائيا، لم تجد من يساندها بعد الله سوى ابن لابنتها، الذي صار لها بمثابة الابن، حقيقة لم اتصور ان هناك اناسا بهذه القسوة والعقوق، وتداعى لذاكرتي منظر شاب عاق في بلدة في احدى الدول العربية جمعتني به ليلة عصيبة حين حللت ضيفا عليه مع صديق لي يعرفه مسبقا فكان هذا الشاب يعتدي على والده بعنف امام مرأى من اسرته، نهضت من مكاني على الفور بعد معرفتي ان المعذب والد ذلك العاق ولم ار تلك البلدة حتى الساعة، ولن ازورها وكل ما في الامر ان والده يمنعه من المعصية.. حقيقة كانت لي صدمة اثرت على مشاعري اعتقد ان القارئ الان يستطيع ان يوجد الفرق بين الصور المطروحة في المقال ولكن نعود ونقول ان التربية الاسلامية السليمة لها دور كبير في تحسين سلوكيات الابناء، تجاه خدمة الآباء والمجتمع بأكمله. قيل لعمران بن ذر كيف كان بر ابنك بك؟ فقال: ما مشيت بنهار قط الا مشى خلفي، ولا بليل الا مشى امامي ولا رقى سطحا وانا تحته، نعم الابن فقد افلح هذا الولد بإذن الله وجنى الوالد ثمار التربية العظيمة التي ربى ولده عليها من مكارم الاخلاق وحسن المعاملة وقد قالت ام ثواب (الهزانية) في ابنها:
ربيته وهو مثل الفرخ أعظمه= ام الطعام ترى في ريشه زغبا
حتى إذا آض كالفحال شذبه=أباره ونفى عن متنه الكربا
أنشا يخرق اثوابي ويضربني=أبعد ستين عندي يبتغي الأدبا!
إني لأبصر في ترجيل لمته= وخط لحيته في وجهه عجبا
قالت له عرسه يوما لتسمعني:= رفقا فإن لنا أمنا أدبا
ولو رأتني في نار مسعرة= من الجحيم لزادت فوقه حطبا
الكثير من الابناء العاقين ومتعاونات معهم في هذا العقوق نساؤهم اللائي يحرضن هؤلاء على انتهاج صفة البعد وعدم الرحمة، وترك الاهل والاخوان وهجر العشيرة وان كان هذا موجودا فانهن قلة ان شاء الله فهناك نساء بهن من الخير والرحمة والعطف الكثير فيا ايها الابناء احسنوا معاملة ابائكم لكي يحسن ابناؤكم معاملتكم فان الجزاء من جنس العمل ومن بر بوالديه بر به ابناؤه وارتاح في معيشته ونال السعادة الحقيقية للحياة إن شاء الله.
مطيران النمس
|