الابتسامة الصفراء .. !!
( نظر الى ذلك المُبتسم .. وقال لصديقه :
أشعر أن إبتسامته \"إبتسامة صفراء \" !! )
هل للإبتسامة ألوان ؟! .. هل هُناك حمراء .. وخضراء .. وبيضاء .. هل هُناك إبتسامات بألوان الطيف ؟!!
وهل نُحسن تصنيف البسمة والضحكة .. والبكاء .. وكل المشاعر ..؟
هل نستطيع تلوينها باللون المناسب لها .. البعيد عن كل المؤثرات ؟! ..
هل نمتلك الحياد في الحُكم على بعض التصرفات .. وبعض مشاعر الغير تجاهنا .. وتجاه غيرنا ؟!!
أم أن الأهواء و\" المزاج\" هما من يحكمان في هذه الأمور ..!!؟
نحن لا نحكم في الغالب .. الحكم الصادق ..!!
نحن نجامل هذا وذاك .. على حسابنا وحساب مشاعرنا .. وحساب الغير !!؟
تحكمنا أشياء عديدة .. وأوقات عديدة .. وظروف عديدة .. ونتخبط في أحكامنا يمنةً ويسرى !!
إذا أسعدنا الشخص .. وأضحكنا .. حتى ولو لغير مصلحتنا أحببناه .. وقربناه لقلوبنا ..
وإذا ابكانا .. وأرشدنا للحق والصواب .. كرهنا .. وإبتعدنا عنه .. وربما شتمناه !!
وإذا جهلنا الشخص بدأنا .. نتوقع كل شيء سيء فيه .. وفي تصرفاته .. ونستمر في إساءة الظن فيه .. وإذا عرفناه ولو معرفة شكلية .. تغيّر كل شيء ..!!
نجامل كثيراً على حساب أنفسنا .. ونخسر الكثير .. ولكن في النهاية لا يتحطم غيرنا .. ولا يتضرر أحد إلا نحن !!
أحُب ذلك .. لأنه يضحكني كثيراً .. واعجبُ بالمرأة الجميلة شكلاً !! .. وأكره ذلك الصادق الناصح!!
وحدها الظروف الصعبة والشدائد .. وحدها من تكشف كل مستور .. وتعريّ \"أوراق التوت\" !! .. وتجعلنا نفرق مابين الصالح والرديء .. ربما تأتي مبكراً ونتدارك الأمر سريعاً .. وربما تأتي متأخره .. ونخسر كثيراً .. وربما ننتهي !!
لا تتأففوا .. وتجزعوا من المصائب والشدائد .. فهي وإن كانت مؤلمة إلا أن لها إيجابيات .. وحسنات كثيرة .. لو نتدبرها ونفكر فيها جيداً .. وبالتصرفات والمشاعر حولنا حينها ..!!
والأدلة .. والإثباتات كثيراً .. ويعرفها الكثير .. ولكن نادراً ما نستفيد منها ونخرج منها بشيء يفيدنا !!
علينا .. أن لانستعجل الأحكام .. وتلوين التصرفات والمشاعر .. حتى نتأكد من إحتياج هذه الأمور لألواننا .. ونتأكد جيداً أن الصورة واضحة وصادقة وليست مزيفة .. وأنها بالفعل تحتاج لهذه الألوان .. حتى لا تخرج اللوحة بألوان أقرب لـ\" الشخبطة\" والشكل الغير مفهوم .. وتفقد الصورة حينها ملامحها وصدقها وجمالها .. أو حتى قبحها !!
فلنكن أكثر تأنياً وحياداً ودقة ..حتى نعرف مايدور حولنا !!
آخر سطر
قيل : (جزى الله الشدائد كل خيرٍ *** عَرفتُ بِهَا عدوي من صديقي)
خالد المحيني
|