سلط البرنامج التدريبي الذي نفذته أكاديمية الحوار للتدريب التابعة لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني وجهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية تحت عنوان "مهارات الحوار الإعلامي"، خلال الفترة من 10-11 يوليو الماضي، بمقر الجهاز في الرياض، الضوء على واقع الحوار الإعلامي الحالي، وكيفية صناعة نموذج إعلامي متكامل يسهم في تعظيم الفوائد والإيجابيات التي يمكن تحقيقها من استخدامه بالشكل الملائم فيما يتعلق بتعزيز قيم التلاحم الوطني والمجتمعي.

وبلغ عدد المستفيدين من البرنامج الذي حضره سعادة الدكتور/ عبدالله الفوزان نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني، ومدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج/ مجري بن مبارك القحطاني، 22 إعلامياً وإعلامية مثلوا جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج، والأمانة العامة لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، وهيئة وكالة الأنباء السعودية، وصحيفة سبق الإلكترونية، وملتقى إعلاميون.

وتناول البرنامج الذي قدمه المدرب المعتمد لدى أكاديمية الحوار الإعلامي ماجد بن جعفر الغامدي، مفهوم الحوار الإعلامي وأشكاله وأهميته، إضافة إلى سمات المحاور الإعلامي الجيد، والقيم التي ينبغي أن يتحلى بها بجانب السلبيات التي يجب تجنبها، مع التركيز على الجانب التطبيقي، فضلا عن كيفية التعامل مع الخلاف في الحوار الإعلامي بكافة أشكاله عبر أدوات ووسائل تساعد المحاور وتنمي مهاراته.

واستعرض البرنامج على مدى يومين عددا من المحاور، حيث تطرق في يومه الأول لثلاثة محاور، تناول الأول العلاقة بين الحوار والإعلام وهل هي علاقة وئام أم خصام، فيما تناول الثاني مفهوم الحوار الإعلامي وأهميته مع عرض نماذج لحوارات إعلامية وتحليلها، أما المحور الثالث فناقش الموضوعية والحياد مقابل الإثارة والمبالغة في الطرح عبر وسائل الإعلام.

أما اليوم الثاني فتناول خمسة محاور، بحث الأول أشكال الحوار الإعلامي فيما ناقش الثاني مضمون الحوار الإعلامي، وركز الثالث على تحليل واقع الحوار الإعلامي ودارسة عناصر القوة والضعف فيه، بينما تناول المحور الرابع ميثاق الشرف الإعلامي، وسلط الخامس الضوء على الطموحات والآمال المأمولة من الإعلام في تعزيز التلاحم الوطني والمجتمعي.

وشهد البرنامج تقديم عدد من التدريبات العملية منها تمرين كاشف الحوار وتمرين المحاكاة وتمرين العصف الذهني وتمرين 4mat وتمرين المهارات اللغوية والوقفات الصوتية تمرين الاتصال غير اللفظي. كما تناول البرنامج عبر نماذج تطبيقية نفذها المتدربون مهارات إعداد وتقديم وتنفيذ الحوارات الإعلامية كلغة الجسد والتواصل البصري، وأساليب بدء وإنهاء الحوارات الإعلامية.

وفي كلمته التي ألقاها في ختام البرنامج التدريبي، قال سعادة الدكتور/ عبدالله الفوزان نائب رئيس مجلس الأمناء والأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني إن الإعلام مكون رئيسي لثقافة المجتمع، ولذلك فهو شريك أساسي لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني في تشكيل ثقافة الحوار وتعميمها بين جميع فئات المجتمع، مؤكدا على أهمية رسالة الإعلام في صياغة رأي عام مستنير يسهم في ترسيخ مبادئ التلاحم المجتمعي وتعزيز اللحمة الوطنية، التي تشكل أساساً للهوية وللحفاظ على المنجزات والمكتسبات الوطنية، في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسمو ولي عهده الأمين، حفظهما الله، وخاصة مع ما تشهده المملكة من تحول وطني وفق رؤية المملكة 2030م.

ونوه الفوزان بالدور الذي يضطلع به جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج في إثراء العمل الإعلامي وتفعيله من خلال الشراكات القائمة والبرامج والدورات التدريبية، مستعرضاً تجربته في الحقل الإعلامي، محفزاً المتدربين والمتدربات بقصص إبداعية ملهمة، معربا عن سعادته بالحرص الذي لمسه من المتدربين والمتدربات من خلال التفاعل مع كل ما قدم في البرنامج وحرصهم على تنمية مهاراتهم، متطلعا لأن تكون مخرجاته نخبة من الإعلاميين المتميزين الذين يرتقون بالخطاب الإعلامي الهادف لتعزيز قيم التلاحم الوطني والاجتماعي وخاصة في ظل الظروف الراهنة التي تحيط بالمنطقة.

بدوره، تطرق مدير عام جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج مجري بن مبارك القحطاني مع المتدربين لأبرز ما قدم لهم خلال البرنامج متمنياً أن يكون إضافة جديدة لمهاراتهم، مؤكداً أن المجال الإعلامي في السعودية والخليج طاقة تنموية مهمة يجب أن تواكب تطلعات رؤية 2030، وأن الكفاءات الشابة هي وقود المرحلة القادمة التي ستدمج الإعلام التقليدي بالإعلام الجديد لصناعة نموذج إعلامي متكامل معربا عن شكره للمتدربين، ومتمنيا لهم التوفيق في حياتهم الإعلامية المستقبلية.

من جهتهم، قدم المشاركون شكرهم إلى جهاز إذاعة وتلفزيون الخليج لمجلس التعاون لدول الخليج العربية ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني على إقامة مثل هذه البرامج التدريبية والتي سوف تعود بالنفع على تدريب وتطوير الكوادر الإعلامية، مؤكدين في الوقت نفسه حرصهم على تطبيق كل ما تعلموه خلال البرنامج في حياتهم العملية فيما يتعلق بدور الإعلام في تعزيز قيم التلاحم الوطني والمجتمعي، وتعظيم الفوائد والإيجابيات التي يمكن تحقيقها من استخدامه بالشكل الملائم.

واختتمت البرنامج التدريب بتكريم المدرب الإعلامي ماجد بن جعفر الغامدي، وتوزيع شهادات إتمام الدورة على جميع المتدربين والمتدربات.