الدكتور محمد حمود الضبيان يكتب مقال لعرعر اليوم بعنوان "الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين" تداعيات وتغيير مسارات في الشرق الأوسط" - صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم


صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم

صحيفة عرعر اليوم





 

الأخبار
اخبار منطقة الحدود الشمالية
الدكتور محمد حمود الضبيان يكتب مقال لعرعر اليوم بعنوان "الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين" تداعيات وتغيير مسارات في الشرق الأوسط"

الدكتور محمد حمود الضبيان يكتب مقال لعرعر اليوم بعنوان

10-06-2025 12:12 AM
عرعر اليوم :
الاعتراف الأوروبي بدولة فلسطين: تداعيات وتغيير مسارات في الشرق الأوسط

مقدمة

يمثل الاعتراف المتزايد بدولة فلسطين من قبل دول أوروبية مثل النرويج، أيرلندا، إسبانيا، وسلوفينيا نقلة نوعية في الدبلوماسية الدولية، فهو يخرق السياسة الغربية التقليدية التي تربط الاعتراف بمخرجات المفاوضات. هذا التحول ليس حدثاً منعزلًا، بل هو مؤشر على تغيير جيوسياسي أوسع.



أولًا: دور الاعتراف الأوروبي في تغيير مجرى الأوضاع – تحليل متعدد المستويات

1. على المستوى القانوني والدبلوماسي
• تفكيك الاحتكار الدبلوماسي الإسرائيلي:
يُضعف هذا التوجه الادعاء الإسرائيلي بأن “ليس هناك شريك فلسطيني” أو أن “فلسطين ليست دولة”. فهو يعطي الشرعية الدولية للمطالب الفلسطينية على قدم المساواة مع الحقوق الإسرائيلية.
• تغيير طبيعة المفاوضات:
لم يعد الأمر يتعلق بـ”منح الفلسطينيين حقوقاً” بل بـ”تسوية بين دولتين”. هذا يغير موازين القوى التفاوضية لصالح الجانب الفلسطيني.
• تمهيد الطريق أمام محاكم دولية:
يعزز من مكانة فلسطين في المحافل الدولية مثل محكمة العدل الدولية والجنائية الدولية، مما يزيد من تكلفة الاحتلال الإسرائيلي قانونياً وسياسياً.

2. على المستوى السياسي والإعلامي
• تحويل الرواية:
يساهم في ترسيخ الرواية الفلسطينية في الرأي العام العالمي، خاصة الأوروبي، كقضية تحرر وطني وليست مجرد “صراع جانبي”.
• ضغط داخلي على الحكومات:
يخلق سابقة تدفع دولاً أوروبية أخرى للانضمام لهذا التوجه، مما يضع حكومات مثل ألمانيا وفرنسا وبريطانيا في موقف دفاعي، ويوسع الانقسام داخل الاتحاد الأوروبي بشأن القضية الفلسطينية.
• عزل إسرائيل دبلوماسياً:
يزيد من العزلة الدبلوماسية لإسرائيل في المحافل الدولية، حتى بين حلفائها التقليديين.

3. على المستوى الإقليمي (الشرق أوسطي)
• منح شرعية ودعم سياسي كبير للجهود الفلسطينية:
الاعتراف الأوروبي يمنح محور “المقاومة والدبلوماسية” دعماً جديداً ويضعف المقولة بأن المقاومة لا تجدي.
• إرباك مسار التطبيع:
يضع الدول التي سعت للتطبيع مع إسرائيل مثل الإمارات، البحرين، والمغرب في موقف حرج، ويسائل جدوى استمرار التطبيع في ظل الاحتلال.
• تعزيز الموقف العربي الرسمي:
يوفر غطاءً للدول العربية التي تدعم حل الدولتين لتبني مواقف أكثر جرأة في دعم الفلسطينيين دولياً دون خوف من الاتهام بالتطرف.



ثانياً: الموقف التركي – بين القومية الإسلامية والريادة الإقليمية

1. الموقف الرسمي
• ستشدد تركيا على دعمها الكامل لهذه الخطوة، وستطالب المزيد من الدول الأوروبية بالاعتراف بفلسطين.
• ستعلن عن خطوات دبلوماسية جديدة لدعم فلسطين في المحافل الدولية.
• ستستغل أنقرة هذا الحدث لتأكيد ريادتها في العالم الإسلامي، وانتقاد التطبيع مع إسرائيل دون ضمانات حقيقية للفلسطينيين.

2. السلوك المتوقع
• تصعيد الخطاب السياسي:
ستواصل تركيا حملتها السياسية والإعلامية ضد إسرائيل مع إبقاء باب الوساطة مفتوحاً بشكل ظاهري.
• دعم مشروط للمقاومة:
ستواصل دعمها السياسي لحركة حماس دون دعم عسكري مباشر، مستفيدة من ورقة فلسطين لتعميق نفوذها في المنطقة.
• حركة دبلوماسية مكثفة:
ستزيد من تحركاتها مع الدول الأوروبية والعربية لتحويل الاعتراف إلى سياسات فعلية تضغط على إسرائيل.

3. التداخل مع المصالح
• الخلاف مع إسرائيل:
العلاقة ستظل متوترة، لكن أنقرة ستحاول إدارتها دون قطيعة تامة للحفاظ على مصالحها الاقتصادية والأمنية.
• التنافس الإقليمي:
ستستخدم تركيا هذا الملف للتنافس مع السعودية ومصر على زعامة العالم الإسلامي، ومع إيران على زعامة محور المقاومة.



ثالثاً: الموقف الإيراني – بين الأيديولوجيا والمصلحة

1. الموقف الرسمي
• سترحب إيران بالاعتراف الأوروبي، وستصفه بـ”النصر للمقاومة” و”بداية النهاية لكيان الاحتلال”.
• سيؤكد خطابها أن الدبلوماسية وحدها لا تكفي، وأن المقاومة المسلحة هي التي فرضت هذا التغيير.
• ستهاجم الدول المطبعة وتصفها بـ”الخاسرة”، مؤكدة أنها الحامي الحقيقي للقضية الفلسطينية.

2. السلوك المتوقع
• تعزيز محور المقاومة:
ستزيد إيران دعمها العسكري والمالي لفصائل المقاومة في فلسطين ولبنان (حزب الله).
• استغلال الفرصة للخروج من العزلة:
ستحاول تحسين صورتها الإقليمية والدولية عبر استثمار الزخم الإيجابي تجاه القضية الفلسطينية.
• الحذر من التصعيد المباشر:
من غير المتوقع تدخلها عسكرياً بشكل مباشر، لكنها ستحث وكلاءها على زيادة الضغط ضد إسرائيل لتحويل المكاسب الدبلوماسية إلى ميدانية.

3. التداخل مع المصالح
• الملف النووي:
ستستخدم إيران تصلب إسرائيل كدليل على “الطبيعة العدوانية للغرب” ما يزيد من تشددها في المفاوضات.
• التنافس مع تركيا والسعودية:
ستسعى لتأكيد أنها الراعي الحقيقي والأيديولوجي للقضية الفلسطينية مقابل النموذج التركي المعتدل والسعودي الرسمي العربي.



الخلاصة الاستراتيجية
1. الاعتراف الأوروبي قوة دفع وليست تغييراً فورياً:
هو تطور بالغ الأهمية يغيّر البيئة السياسية والدبلوماسية المحيطة بالصراع دون أن يغير الواقع على الأرض فوراً.
تأثيره تراكمي ويظهر على المدى المتوسط والطويل من خلال عزل إسرائيل ورفع تكلفة احتلالها.
2. المنطقة على أعتاب مرحلة جديدة:
تتصارع فيها ثلاثة نماذج:
• النموذج الإيراني: قائم على المقاومة المسلحة والأيديولوجيا.
• النموذج التركي: يجمع بين القومية الإسلامية والدبلوماسية النشطة.
• النموذج العربي (السعودي – المصري): يقوم على الدبلوماسية الرسمية وحل الدولتين.
3. الاعترافات الأوروبية ستعيد رسم تحالفات المنطقة:
كل الأطراف ستعيد حساباتها، وستتحول المعركة القادمة إلى معركة روائية ودبلوماسية وقانونية تحدد شكل الشرق الأوسط القادم.



رؤى استراتيجية إضافية – المشهد المتوقع في ظل المتغيرات الراهنة

أولاً: تحولات عميقة في النظام الإقليمي
• بروز قطبية عربية جديدة:
قاعدة قوة تجمع بين السعودية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً، كبديل عن النموذج التقليدي للزعامة العربية.
سيعيد هذا التحول تعريف دور مصر كقلعة أمنية وجيوسياسية لا كمركز ثقافي فقط.
• انزياح مركز الثقل الآسيوي:
مع تراجع النفوذ الأمريكي النسبي، ستصبح الصين والهند قوى اقتصادية فاعلة، بينما تسعى إسرائيل لتعزيز شراكاتها مع دول آسيوية مثل الهند وسنغافورة لتعويض العزلة الأوروبية.

ثانياً: مستقبل “المقاومة” و”التطبيع”
• تحول في استراتيجيات المقاومة:
ستجمع بعض الفصائل بين العمل العسكري والكفاح القانوني الدولي فيما يسمى بـ”العسكرة الدبلوماسية”.
كما ستزداد أهمية الحرب الإلكترونية والاقتصادية كأدوات ضغط فعالة.
• التطبيع المشروط:
مسار التطبيع سيتراجع لكنه سيتحول إلى “تطبيع وظيفي” مرتبط بمشاريع اقتصادية وتكنولوجية دون الانفصال التام عن القضية الفلسطينية.

ثالثاً: صراع النماذج الحضارية
• النماذج التنموية الثلاثة:
• النموذج الإماراتي: يقوم على الليبرالية الاقتصادية والانفتاح الثقافي.
• النموذج السعودي: يجمع بين المحافظة الاجتماعية والتحول الاقتصادي الطموح.
• النموذج التركي: يوفق بين الإسلام السياسي والديمقراطية والصناعة.
• تحول الصراع إلى معركة روايات:
الصراع سيتحول من صراع على الأرض إلى صراع على “الرواية التاريخية”، عبر الأفلام والمنصات الرقمية والمتاحف الافتراضية.

رابعاً: مستقبل الطاقة والأمن المائي
• تحولات الطاقة:
مع التحول نحو الطاقة المتجددة سيفقد النفط بعض قوته، لكن الغاز سيبقى سلعة استراتيجية.
وستصبح المياه سلعة أكثر أهمية، مما يزيد من أهمية مشاريع التحلية والتعاون الإقليمي.
• الدبلوماسية الخضراء:
ستدخل دول الخليج كفاعل رئيسي في الدبلوماسية البيئية العالمية، مستفيدة من استثماراتها في الطاقة النظيفة.

خامساً: مستقبل الوجود الأمريكي
• تحول نحو الوجود الذكي:
لن ينسحب النفوذ الأمريكي كلياً، لكنه سيتحول من “قوة احتلال” إلى “قوة متخصصة” عبر القواعد والتحالفات الإلكترونية والاقتصادية.
• تعددية التحالفات:
ستعمل الدول العربية على بناء تحالفات مرنة مع جميع القوى، مع الحفاظ على مسافة أمنية من كل طرف.



توصيات استباقية للدول العربية
1. الاستثمار في التكنولوجيا السيادية:
• الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني
• الصناعات العسكرية المتوسطة
• تكنولوجيا المياه والطاقة
2. إعادة هيكلة النظام العربي:
تحويل جامعة الدول العربية إلى منصة تعاون عملي في مجالات:
• التكامل الاقتصادي الانتقائي
• الشبكات الدفاعية المشتركة
• الأمن الغذائي
3. دبلوماسية ثقافية هجومية:
بناء منصات إعلامية وعلمية عربية قادرة على منافسة الروايات الغربية والإيرانية والتركية.



خاتمة

الشرق الأوسط مقبل على مرحلة انتقالية تاريخية، ليست مجرد تغيير في التحالفات بل في طبيعة الدولة ودورها الإقليمي.
القوة المستقبلية لم تعد في الموارد فقط، بل في القدرة على التكيف، قيادة التحولات، وصنع السرديات التكنولوجية.



بقلم
الدكتور محمد حمود الضبيان

تعليقات 0


خدمات المحتوى


تقييم
0.00/10 (0 صوت)




Powered by Dimofinf cms Version 3.0.0
Copyright© Dimensions Of Information Inc.

صحيفة عرعر اليوم
الرئيسية |الأخبار |المقالات |الصور |البطاقات |الفيديو |راسلنا | للأعلى