10-06-2025 06:03 PM عرعر اليوم : حين يكون المعلم أقوى من المنهج مما لا شك فيه بأن المعلم هو الركيزة الأساسية التي تقوم عليها العملية التعليمية، هذا إن أردنا قصرها على التعليم. لكن ما لا يعرفه الجميع أن دور المعلم بارز جدًا وظاهر في شخصية الطالب، وله دور كبير في تعديل سلوكه وتوجيهه نحو الطريق الصحيح. المعلم ليس مجرد ناقل للمعلومة أو شارحٍ لمقرر دراسي، بل هو قدوة أمام أعين طلابه. فهم يراقبون أقواله وأفعاله، ويتأثرون بطريقة تعامله معهم ومع الآخرين. فابتسامته تمنحهم الأمان، وحزمه يعلّمهم الانضباط، وعدله يزرع فيهم قيمة المساواة. إن الطالب في سنواته الدراسية يعيش مرحلة التشكّل الفكري والنفسي، وهذه المرحلة الحساسة تحتاج إلى مربٍ حكيم أكثر من حاجتها إلى معلّم مادة. فالكلمة الطيبة من المعلم قد تغيّر حياة طالب، والنصيحة المخلصة قد تفتح له أبواب النجاح، بينما الإهمال أو القسوة قد تترك في نفسه أثرًا سلبيًا لا يُمحى بسهولة. ولعل أجمل ما في مهنة التعليم أنها مهنة صناعة الأجيال. فالمعلم لا يصنع طالبًا ناجحًا فحسب، بل يساهم في صناعة طبيب مخلص، ومهندس مبدع، وجندي شجاع، وقائد حكيم. لذلك فإن كل إنجاز يحققه الطالب في مستقبله هو جزء من بصمة معلمه فيه. إن تقدير المعلم واحترام مكانته ليس واجبًا اجتماعيًا فقط، بل هو استثمار وطني، لأن بناء الإنسان السليم هو الخطوة الأولى لبناء الوطن القوي. ومن هنا يجب أن نرفع شعار: “وراء كل جيل طامح… معلم ناجح” بقلم الأستاذ سالم رجاء الموط ![]() خدمات المحتوى | تقييم |