10-11-2025 06:18 PM عرعر اليوم : بين الحب والتربية .. خيط رفيع اسمه الوعي نكدح جميعًا في هذه الحياة من أجل أسرنا، نسعى لتأمين احتياجاتهم وتوفير سبل العيش الكريم لهم. وكثير من الآباء والأمهات لا يترددون في التقصير على أنفسهم ليَروا أبناءهم في أفضل حال و لا ينقصهم شيء من متاع الدنيا. لكن ! في خضم هذا العطاء، قد نقع في خطأ الإفراط في تلبية رغبات الأبناء، حتى يصبح ذلك سيفًا ذا حدّين. فحين يتعوّد الطفل أن تُلبّى كل مطالبه دون عناء، تنشأ لديه روح الاتكالية، ويضعف لديه الشعور بالمسؤولية، لأنه يعلم أن هناك من سيعينه ويقوم مقامه دائمًا. ولعلّ أبرز مثال على ذلك ما نراه اليوم من وفرة الأجهزة الذكية وشبكات الاتصال الحديثة. نعم، نحن من وفرها لهم بدافع الحب والحرص وحتى لايكون اقل من اقرانه . لكن السؤال الأهم: هل نعلم كيف يستخدمونها؟ وبماذا يشغلون أوقاتهم خلف شاشاتها إن مسؤولية الوالدين لا تتوقف عند حدود الإنفاق وتوفير الوسائل، بل تمتد لتشمل التوجيه والمتابعة والرعاية الفكرية والسلوكية. فالأبناء اليوم يعيشون في عالمٍ مفتوح لا تحدّه جدران، فيه الصالح والطالح، وفيه من يغرس القيم كما فيه من يهدمها. قد يظن بعض الآباء أن الثقة المطلقة نوع من الحب، لكنها في الحقيقة قد تكون بداية الغفلة. فالتربية الواعية تقوم على الموازنة بين الحرية والمسؤولية، بين الثقة والمراقبة، وبين التوجيه والاستقلال. علينا أن ندرك أن أبناءنا لا يحتاجون منا فقط إلى أجهزة حديثة وملابس فاخرة، بل إلى حوارٍ صادقٍ، ووقتٍ نقضيه معهم، ومواقف نغرس فيها القيم قبل أن يسبقنا غيرنا إليها. ونأخذهم معنا للمجالس التي تعتبر المدرسة التقليدية في بناء الشخصية . وفي النهاية، فلنُدرك أن التربية ليست في تلبية الرغبات، بل في بناء الإنسان القادر على إدارة رغباته. فجيل اليوم لا يحتاج فقط إلى من يُطعمه ويكسوه، بل إلى من يفتح له نافذة الوعي، ويزرع في داخله بصيرة التمييز بين الخير والشر . ![]() خدمات المحتوى التعليقات ابداع وتوعيه جميله ومهمه وواقعيه [عمر العنزي] من الأفضل الادرايين خلقاً و اسلوباً أتمنى له كامل التوفيق [عمر أحمد محمد الشمراني] | تقييم |