10-09-2012 05:25 AM عرعر اليوم ـ سعد العنزي ـ متابعات:شرعت مدارس في حضانات مدينتي الرياض و جدة خلال الأيام القليلة الماضية في تأسيس دور حضانة بجهود شخصية من المعلمات والإداريات، لاصطحاب أطفالهن معهن خلال ساعات الدوام الرسمية، وذلك بعد ارتفاع حالات القلق والغياب عن الدوام بين أوساط المعلمات حسب ماجاء بتقرير الصحافية :نوير الشمري ونشرته صحيفة الأقتصادية بعددها الصادر اليوم . ويأتي تأسيس الحضانات في أعقاب الحادثة التي هزت أوساط المجتمع السعودي و كانت ضحيتها الطفلة البريئة " تالا الشهري" التي لم تتجاوز الأربعة أعوام، وذلك بعد أن فصلت العاملة الإندونسية "كارني" رأسها عن جسدها الغض أثناء تواجد والدتها المعلمة في المدرسة. وقالت إحدى معلمات مدرسة ابتدائية في الرياض( فضلت عدم ذكرها) إن مديرة المدرسة خصصت إحدى الغرف المناسبة في المدرسة كحضانة لأطفال المعلمات حيث اصطحب البعض أطفالهن مع الخادمات، مبينة أن ذلك رفع حالات الاستقرار النفسي حيث سادت حالة من القلق والتوتر بين المعلمات بعد نحر الطفلة تالا خصوصا أن اللقاءات التلفزيونية مع الخادمة و والدة الطفلة أظهرت أن الأسباب تعود إلى الشعوذة والسحر، وأن المعاملة الحسنة لم تؤت ثمارها مع الخادمة التي ذكرت أنها غير نادمة على فعلها الإجرامي. وأضافت "إن الحاضنة لم تكلف أكثر من ثلاثة آلاف ريال كمستلزمات من أسرّة وألعاب وبطانيات وبعض الكماليات التي تلزم الأطفال إلى عمر الثلاثة سنوات. وكان الدكتور يوسف العثيمين وزير الشؤون الاجتماعية، قد أكد قبل ما يزيد على عام، إنشاء دور حضانة في أحياء ومدن المملكة. من جانبها، قالت منال صالح نصير مديرة المدرسة الابتدائة 194 في جدة، إن المدرسة أسست حضانة للمعلمات في مقر المدرسة، بعد أن خاطبت مدير تعليم جدة الذي كلف لجنة لزيارة المدرسة والتأكد من مناسبة وسلامة موقع الحضانة. وأضافت نصير، أن فكرة إنشاء الحضانة جاءت بعد ملاحظة الغياب المتكرر للمعلمات نتيجة مرض أطفالهن خاصة أن غالبية المعلمات هن من خارج منطقة جدة، ولا يوجد لهن من يساندهن من أسرهن خاصة في الحالات الاستثنائية كالمرض وغيرها. وبينت أنه تمت الاستفادة من أحد الأجنحة الموجودة في المدرسة والتي كانت مخصصة كغرفة للمعلمات، لافتة إلى أنه بتعاون الجميع أنشئت الحضانة، وتم استقطاب موظفات سعوديات يشرفن على رعاية الأطفال حتى انتهاء دوام المعلمات. وتؤكد نصير قائلة "شعرت بمدى الراحة النفسية التي تعيشها المعلمة وطفلها قريب منها حيث تستطيع أن تطمئن عليه متى شاءت دون قلق وتوتر، متمنية أن تعمم التجربة على جميع المدارس لفوائدها الكبيرة للمعلمة وأطفالها. وترى فايزة الحربي المعلمة في الثانوية الـ 14 في الرياض، أن إنشاء ال حضانات في المدارس بات ضروريا في ضوء التوتر الذي تعيشه المعلمات على أثر مقتل الطفلة البريئة "تالا" مبينة أن الحاضنة غير مكلفة وتتطلب تفريغ إحدى الغرف أو الفصول وتجهيزها وهو عمل تستطيع المعلمات بجهودهن الشخصية القيام به، خاصة في المجمعات التعليمية الكبيرة ونتائجه النفسية والاجتماعية ستكون كبيرة جدا على الجميع، مؤكدة أن المعلمات في مدرستهن بدأن فعليا في تأسيس حضانة لأطفالهن. إلى ذلك، أكدت مصادر مطلعة في وزارة التربية والتعليم أنه رغم ارتفاع صلاحيات مديرات المدارس إلى 52 صلاحية لكنه لا يسمح للمديرة بإنشاء حضانة إلا بعد الحصول على موافقة الوزارة أو الجهة التنظيمية التابعة لها. وقالت المصادر ذاتها "أي نشاط خارج إطار المعلمات والطالبات يحظر على المدير السماح به ولا بد من موافقة إدارة التعليم، حيث إن أطفال المعلمات ومن يرافقهن من خدم يعتبرون عناصر مجهولة بالنسبة للمؤسسة التعليمية وغير مسموح لهم بالدخول إلا بعد الإجراءات التنظيمية اللازمة خوفا من محاذير وعواقب كثيرة . وأشارت المصادر إلى أن "سماح مديرة المدرسة للمعلمات باصطحاب أطفالهن معهن في حال المرض لأيام معدودة أو في حالات استنئائية كهروب الخادمة أو شك المعلمة بسلوكها ليس من صلاحياتها أبدا، وهو خطأ يوقعها تحت طائلة المسؤولية. وتوالت الردود على مستوى المعلمات والموظفات حيث رفضت للمرة الثانية إحدى المعلمات ترقيتها أخيرا من معلمة إلى موجهة في الإشراف التربوي، لأن ذلك يتطلب منها الانتقال إلى مقر عمل بعيد في حين أن مقر عملها الحالي قريب من منزلها، يمكنها من العودة إلى أطفالها بسرعة والاطمئنان عليهم بين الحين والآخر. وقالت المعلمة "استقدمت حتى الآن سبع خادمات ولم أشعر يوما براحة نفسية لهن، لذلك كنت يوميا منذ الصباح الباكر أنقل أطفالي عندما كانوا صغارا مع الخادمة، إلى والدتي للعناية بهم أثناء غيابي، مبينة أنه رغم صعوبة تنقل أطفال صغار في أجواء مختلفة يبقى أفضل من تركهم بين يدي خادمة قد تتسبب لهم في أذى أو مشكلات أخرى. وتضيف "أفضل دائما الاستئذان والذهاب للاطمئنان عليهم بين الوقت والآخر حيث إن منزلي قريب جدا من العمل لذلك رفضت ترقيتي لموجهة حتى أبقى بجوار أبنائي أطمئن عليهم بين الحين والآخر. ونبهت الدكتورة نادرة عموري متخصصة في علم النفس، من مخاطر عدم توافر حضانة في مقر عمل الموظفات كون ذلك يولد لها مشاعر سلبية ناحية العمل ويجعلها تشعر بالظلم ما يتسبب في وقوع أخطاء كبيرة قد تضر بالآخرين خاصة في المهن الطبية والتعليمية. ونوهت إلى أن غياب الأم عن طفلها وهو يتلقى الرعاية من الخادمة، والتي تكون في الغالب غير أمينة، وفي ظل انتشار المقاطع التي تصور عنف الخدم ضد الأطفال، سيؤدي ذلك إلى اضطرابات نفسية وانفعالية شديدة للموظفة قد تتطور إلى حالات من الشعور بالحزن والقلق والاكتئاب، حيث تكون منعدمة التركيز تعاني تشتت الانتباه والشرود الذهني ومشاعر الوسواس بسبب خوفها على أطفالها. وأشارت إلى أن هذه المشاعر ستكون سببا وراء انخفاض إنتاجاتها واستقرارها في عملها واللجوء إلى الإجازات المتكررة أو الاستقالة. ودعت إلى تأمين بيئة عمل جيدة للأم الموظفة ما شأنه أن يخفف من مشكلات العنف والعواقب الأخرى على الطفل كتشتت الانتباه، وتعلقه بغير أمه، وزيادة سلوكيات العنف لديه تجاه الآخرين. من جانب آخر ذكرت لـ "الاقتصادية " ريم السعدي - إحدى خريجات قسم رياض أطفال من جامعة الملك سعود - أنهن وجهن دعوات لأكثر من مرة إلى الجامعات وديوان الخدمة المدنية لتطبيق قرار إنشاء ال حضانات في المؤسسات والمنشآت لتوفير فرص عملهن لهن في ظل وجود مئات السعوديات المتخصصات في "رياض أطفال" ومتمكنات من رعاية الأطفال وتعليمهم. وقالت السعدي "أمضينا أربع سنوات درسنا خلالها فنون رعاية الطفل في مختلف الجوانب الصحية والنفسية والتربية وعلم النفس وسيكلوجية اللعب وطرق التفكير عند الطفل، إضافة إلى تربية الأطفال المتخلفين، والتعليم البطيء للأطفال المعوقين، والاتجاهات الحديثة في التربية. وقالت "إن اعتماد تطبيق القرار سيزيد من إنتاج الأمهات الموظفات، ويجنب المجتمع مشكلات الخدم، ويمنح أخريات فرصا جديدة للعمل، مشيرة إلى أن إنشاء ال حضانات من شأنه أن يسهم في تنفيذ القرارات الملكية السامية بشأن زيادة فرص ومجالات عمل المرأة السعودية. وتمنت على وزارة الشؤون الاجتماعية إصدار قرار عاجل لإنشاء حضانة في كل حي من أحياء الرياض وهو ما يطبق في كل دول العالم، ويشترط أن توظف الفتيات من كل حي مع حظر استقدام أي عاملة، وتكون أسعارها رمزية بحيث تخدم الموظفات، وتقلل من الاستقدام، وتوظف خريجات أقسام رياض الأطفال اللاتي لا يجدن فرصا وظيفية منذ سنوات. 0 خدمات المحتوى | تقييم |